لم تمر سوى أيام قلائل على القبض على خلية جهادية، فى كمين «الداون تاون»، إلا ونجحت «الوطن» فى اختراق منزل «كوم الدكة» بالإسكندرية، والصعود للشقة التى كان من المقرر أن يستغلها الجهاديون فى قنص رجال الشرطة، وعدد من المتظاهرين، يوم 30 بهدف الوقيعة بينهم. «الوطن» نجحت فى الحصول على وثائق مهمة داخل الشقة، لأبوجندل الأزدى، وأبوعمر، من قادة السلفية الجهادية، تضم مجموعة من التنبيهات للجهاديين، والدعوة للجهاد، والتضحية من أجل تحقيق الريادة، والأفكار التى يعود إليها الجهاديون فى مراجعاتهم، بشأن تبرير عمليات قتل ضباط وأفراد الجيش والشرطة، كما يتبين من خلالها مجموعة من التدريبات الأمنية، وأدلتهم وطريقة تفكيرهم، وتبريراتهم لوجوب قتل الجواسيس ورجال المباحث، بل وقتل السياح وضرب السياحة، واغتيال أبناء السائحين فى حالة الفشل فى الوصول لآبائهم. يأتى هذا السبق فى الوقت الذى ما زالت فيه وزارة الداخلية لم تعلن بشكل رسمى، عن تفاصيل عملية مداهمة الشقة، التى تمت من قبل قوات الأمن، لأنها لم تحقق النتائج المرجوة، أو ربما حفاظاً على سريتها، لكن واجبنا المهنى حتّم علينا أن ننقل للقارئ كافة المشاهدات التى رصدناها والوثائق المهمة التى حصلنا عليها، لنوضح للقارئ عن قرب، كيف يفكر من قتل جنود وأفراد وضباط الشرطة، والجيش فى سيناء، وكيف يظن هؤلاء أنهم الأجدر بفهم الدين، واستيعابه، ويتفننون فى إيجاد مبررات لجرائمهم من قتل وخطف وعنف.