أتطلع بشغف ليوم 30 يونيو، أتلهف ل25 يناير أخرى، أسترجع 23 يوليو وتحريرها للإرادة المصرية، تختلط الذكريات ولكن الأمل محدد واضح كخيوط الفجر تنسحب من بين طيات الليل كاتبة نهايته وشاهدة على فنائه!! على كل وطنى مصرى مخلص لهذا الوطن أن يحجز مكانه فى تظاهرات 30 يونيو التى تطالب بحق ديمقراطى وهو التعجيل بانتخابات رئاسية مبكرة لإيقاف التدهور الاقتصادى والاجتماعى والسياسى فى مصر، على كل من حلم بمصر جديدة بعد الثورة أن ينزل للشارع لتصحيح مسار الثورة واسترجاعها من يد مختطفيها، على كل من يشعر بمرارة الأوضاع فى مصر أن ينزل لشوارعها وأن يعود بها لمن بناها (اللى بنى مصر كان فى الأصل حلوانى). علينا أن نفهم ونستوعب أننا أمام الفرصة الأخيرة لإنقاذ مصر من تحت حذاء حكم يبطش بمقدراتها ويلهو بمكانتها ولا يعرف قيمتها ولا يرى فيها إلا مغنماً ولا يعرف عنها إلا أنها وسيلة لمشروع أممى آخر. كن معنا لرفع الغطاء عن التستر بالدين والاحتماء بالقواعد النقية الشابة من شباب المسلمين وإيهامهم بإقامة الجهاد لاستتباب الشريعة. كن معنا حتى ننزع عن النظام ورقة التوت الأخيرة وهى زعمه بقدرته المنفردة على الحشد وحصوله على تأييد أغلبية المصريين ليقف عارياً أمام المجتمع الدولى الذى لا يرى منه إلا دموع التماسيح المتباكية على الحرية والديمقراطية، وهم منها براء، فذلك نظام يستخدم الديمقراطية ليصل فقط إلى الحكم ثم يتخلص منها من الشباك تحت ستار من الدين والفتاوى المموهة التى استخدمها كثير من الحكام الاستبداديين عبر الأزمان، والدين الإسلامى منهم براء. انزل معنا فالمعركة سياسية وليست دينية. كن حولنا فمعركتنا هى مصر التى قال عنها الشاعر (أحبها يهتز قلبى حينما يقال مصر)، انزل معنا لأن منزلك وعملك ولقمة عيشك مهددة تحت نظام حكم الإخوان الذى لا يرى إلا كوادره وأبناء جماعته، فقريباً جداً سيتم تأميم كل المصالح والأشغال والأعمال لصالح أبناء الجماعة كغنيمة حرب مستحقة كما يفكرون. انزل معنا لأن مبارك وشلته كانوا عشرات يستفيدون ويثرون على حساب مصر ومواطنيها المساكين، أما الآن فنحن أمام جماعة بها 800 ألف عضو غير الأنصار والمحبين والمفتونين، فماذا سيتبقى لنا من فتات بعد أن يستكملوا تكالبهم على الحكم وحسناته! كن قوياً جريئاً حاسماً، فأنت حارس التاريخ وفارس المستقبل الذى سيجنّب مصر ويلات عقود من الظلام والإظلام والطائفية والإغراق فى الفتن والأهواء والتفسيرات الدينية المختلقة التى ستشعل طول البلاد وعرضها، كن بيننا لأن القمح والأرز والفول لن نجدها إلا على كوبونات الإخوان المسلمين. اسعَ إلينا ماشياً على قدمك إن لم تجد «بنزين أو سولار» كالعادة، فمشوارك على قدمك للتظاهر هو ما سينهى مشاكلك مع الطاقة. انزل إلينا وتحسس خطاك على ضىّ موبايلك الذى تدفع عليه ضرائب جديدة على يد مرسى إن كان النور مقطوعاً، فسوف يعود النور حينما تعود إلى بيتك بعد أن نجرى انتخابات رئاسية ديمقراطية مبكرة!! انزل معنا لأن قيمة الجنيه تتضاءل يومياً وتتآكل، وإن صبرنا أكثر من ذلك سيتحول الجنيه إلى ذكريات كما التعريفة والشلن!!! وستهبط العشرة جنيهات لتكون محلاً للجنيه. ابحث عن مكانك فى الشارع لأن الدولار يقفز فوق الجنيه يومياً فتتضرر أرزاقك وأعمالك وترتفع كل الأسعار من حولك. انزل معنا لتعلى مشروعاً وطنياً يعلى من قيمة الإسلام والمسيحية ويتصالح مع الجميع ولا تدعم بسلبيتك نظاماً طائفياً لا يعترف بحقوق المواطنة ويفضل المسلم الباكستانى على المسلم المصرى فما بالنا بالمسيحى المصرى!! انزل معنا لأن مصر ملك لكل المصريين، ولن تُرهب بجموع قادمة من المحافظات محشودة ومدفوعة لنصرة تيار الإسلام السياسى ولتهديد الجميع وتكفيرهم والدعاء عليهم. انزل معنا لأن الكثير من المساجد تناصر أحزاباً سياسية بعينها وتدعو على المختلف معهم، مما يجعل بعض مساجدنا القيمة الآن منبراً حزبياً يفرق ولا يجمع للأسف. انزل معنا لأن الأزهر والكنيسة تم حصارهما من قبَل التيارات التى لا تقبل أحداً ولا ترى إلا نفسها. انظر معنا لأن قضاء مصر فى مهب الريح ويدخل فى حرب غير متكاقئة إن انهزم فيها ذهبت الدولة والعدل للأبد. سنقف فى يوم 30 يونيو لنرى مصر التى حلمنا بها، سلميتنا سلاحنا، وأرواحنا فداء لتراب مصر ولحريتنا، لن نذوق الذل على يد نظام يستخدم ميليشياته وأنصاره لترويع الآمنين، لن نرضخ لهوان أو لسلطان، فالحق معنا، والأوطان ليست وجهة نظر لبعض الجماعات!! مصر 30 هى بداية عصر الحرية الحقيقى والسمو والكرامة والعزة، هى بداية مشروع وطنى حر مصرى صميم يأخذ من سماحة الإسلام ومحبة المسيحية نبراساً له. أرى النصر قادماً لا محالة، لأنه لا يصح إلا الصحيح، ومصر كبيرة على كل من أراد أن يحتلها، كما أن الله أكبر من كل من يتلاعب بهذا الوطن الآمن، فذلك هو وطن المسلم والمسيحى.