سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سفير إسرائيل الأسبق ب«واشنطن»: مصر وإثيوبيا على شفا «حرب المياه» الخيارات العسكرية مطروحة بين الدولتين الأفريقيتين.. وإثيوبيا قهرت الإيطاليين مرتين وتعرف أن تهديد مصر العسكرى «فارغ»
قال سفير إسرائيل الأسبق لدى واشنطن زيلمان شوفل، إن الصراع المقبل فى الشرق الأوسط سيكون بين مصر وإثيوبيا، على خلفية أزمة مياه النيل بين الدولتين، مشيراً إلى أنه رغم الجهود الدبلوماسية لتسوية الخلافات بين الدولتين، فإن سحُب الحرب بدأت تلوح فى الأفق. وأضاف أن نهر النيل شريان حياة المصريين، وتهديد الإثيوبيين بإغلاقه، ولو جزئياً، سيلقى مواجهة صعبة من مصر، التى يبلغ تعداد سكانها 90 مليون مصرى، كما أن سيطرة إثيوبيا على مياه النيل ستحولها من دولة فقيرة إلى قوة اقتصادية وربما سياسية أيضاً. وتابع «شوفل» أن المصريين لن يسمحوا بأى حال بهذا الأمر، فقد يتسبب فى مجاعات ومصائب لا تحصى مثل الانقطاعات المتكررة للكهرباء على سبيل المثال. وعلى الرغم من تعهدات إثيوبيا بعدم تضرر مصر من بناء السد، فإنه من غير المرجح أن تترك مصر فرصة، ولو ضئيلة، لحدوث هذا. وشبَّه «شوفل» ما يحدث بشأن أزمة النيل، بما حدث من قبل مع سوريا، قائلاً: «حين حاول السوريون السيطرة على نهر الأردن وتحويل مجراه، اتخذت إسرائيل خيارات مختلفة، كان من بينها الخيار العسكرى، حتى استطاعت احتلال الجولان للسيطرة على نهر الأردن». وأضاف: «القوة العسكرية لمصر كبيرة، ولكن فى الوقت نفسه يُعتبر الإثيوبيون محاربين أقوياء وأشداء، ولهم تجربة سابقة فى حربين خاضوهما ضد إيطاليا انتصروا فى الأولى وخسروا فى الثانية بعد أن كبدوا الإيطاليين خسائر فادحة واضطر الإيطاليون حينها لاستخدام الغازات السامة للتغلب عليهم، وهى تجربة يجب التعلم منها كثيراً». وأشار السفير الإسرائيلى الأسبق إلى أن إثيوبيا تدرك جيداً أن الوضع الحالى المتأزم فى الشأن الداخلى المصرى يجعل تهديدات مصر العسكرية «فارغة» ولا أساس لها، وأنها ستُجبر فى النهاية على الموافقة على إعادة تقسيم مياه النيل بين الدول الواقعة فى حوض النيل، وأضاف: «إذا أتمت إثيوبيا بناء السد، فإن تغيرات جيوسياسية ستحدث فى المنطقة، ليتحول مركز الثقل من مصر إلى إثيوبيا، وبالطبع سيكون لكل ذلك انعكاسات سياسية مختلفة». وأكد «شوفل» أن إسرائيل الآن فى أزمة كبيرة، فهى من ناحية ملزمة بالاتفاقيات والعلاقات مع مصر، فهى حجر أساس فى العلاقات الخارجية والأمنية لإسرائيل، ولكنها من ناحية أخرى تعمل على تطوير علاقاتها مع إثيوبيا، حيث إنها مهمة جداً من وجهة نظر إسرائيل، ولهذا فإن إسرائيل ممتنعة حتى الآن عن التورط بأى شكل فى النزاع الذى يحدث.