«مرسى» وإخوانه «بلابيص» الطريقة التى يتحدث بها «مرسى» والإخوان عن عبورهم يوم 30 يونيو سالمين آمنين لا تعبر عن ثقة، قدر ما تعكس حالة من البلاهة والبلادة، ترتبط بأناس اعتادوا التفكير بمنطق القطيع، الذى لا يلتفت كل عضو فيه إلى ما يحيق به من أخطار، اعتماداً على أنها «لما تطبل حتطبل فوق دماغ الكل»، والكل سوف يكون فى السقوط «إخوان»! وجوهر البلاهة والبلادة فى تفكير الإخوان يرتبط بالعمى عن الحالة التى وصلت إليها الجماعة ورئيسها فى علاقتها بمؤسسات الدولة. فكل هذه المؤسسات أصبحت مستعصية الآن على «مرسى»، والسبب فى ذلك هو «مرسى» نفسه الذى مكث عاماً لا يرى فى مصر سوى «جماعته»، ويعمى عن كافة المؤسسات الأخرى. لقد ثبت ذلك بالدليل القاطع والبرهان الساطع فى مؤتمر الأمة المصرية لنصرة الثورة السورية الذى لم يحضره أو يتحدث فيه أو يجلس على منصته الرئيسية سوى أهل مرسى وعشيرته. لم يكن هناك مسئول واحد ذو ثقل يعبر عن مؤسسات الدولة المهمة، كالجيش أو الداخلية أو الخارجية. كانت «الدقون» تسيطر على المشهد برمته، وتمنح الجميع إشارة بأن «مرسى» استغنى بجماعته وذيولها عن الجميع. والعجيب أن يخرج بعد ذلك متحدثاً عن أن هناك من يريد الوقيعة بين الجيش والشرطة ومؤسسة الرئاسة، ليعترف بشكل صريح عن فقده السيطرة على هاتين المؤسستين، وهو يعزى ذلك إلى محاولة البعض الوقيعة بين الجيش والشرطة من ناحية والرئاسة من ناحية أخرى، وينسى التستر على شهداء الجيش فى رفح على يد أصحاب الذقون رمضان الماضى وعدم الإعلان عن قاتليهم -رغم علمه بهم- حتى الآن، ومقتل الشهيد محمد أبوشقرة، وضباط الشرطة المختطفين، على يد الجماعات التى أصبح «مرسى» يعمل كدرع حماية لها ضد كل من الجيش والشرطة. الآن يقف «مرسى» وإخوانه «بلابيص» أمام الشعب، بلا جيش ولا شرطة ولا قضاء، لأن هذه المؤسسات جزء من نسيج هذا الشعب الذى ترى الجماعة أنها أكبر منه. الشعب الذى اكتشف سريعاً أنه يقف أمام تجار دين، يسترون عورة جهلهم وفشلهم ورغبتهم الجامحة فى المال والجاه والمناصب بإطلاق لحاهم، والطنطنة الجاهلة بكلام فى الدين الذى جعلوه -لسنين طويلة- مطية لتحقيق هدفهم فى الوصول إلى الحكم حتى بلغوا المرام. وعندما أحسوا أن الشعب اكتشف «الملعوب» الذى لعبوه عليه، وأنهم يقفون وحدهم، بعد أن استعصت عليهم كل مؤسسات الدولة التى تعلم أنها من الشعب وإليه، بادروا من جديد إلى استدعاء الدين فى مواجهة الشعب الثائر، فدمغوا معارضيهم بالكفر والشرك، ورفعوا رايات الجهاد ضدهم، رغم أنهم سيفرون كالجرذان حين تصل الأمور إلى الجد.. ما أسهل أن تظهر عورات وسوءات «بنى آدم» عندما يقف بلبوصاً، كما هو حال بلابيص الإخوان!