اليوم طلاب الدور الثانى بالأزهر يؤدون امتحانات الفرنساوى والجغرافيا والتاريخ    في التعاملات الصباحية .. استقرار حذر لأسعار الذهب وتوقعات بصعود عبار 21    بث مباشر| شاحنات المساعدات تتحرك من مصر باتجاه قطاع غزة    الأرصاد الجوية : الطقس اليوم شديد الحرارة بكل الأنحاء والعظمى بالقاهرة 40 درجة وأسوان 46    تنسيق الثانوية العامة 2025.. مؤشرات كلية الآثار 2024 المرحلة الأولي بالنسبة المئوية    ستارمر يعتزم إثارة وقف إطلاق النار في غزة والرسوم على الصلب مع ترامب    مواعيد مباريات المقاولون العرب في الدوري الممتاز موسم 2025-2026    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 28 يوليو    أخبار مصر: حقيقة وفاة الدكتور مجدي يعقوب، حريق يلتهم فيلا رجل أعمال شهير، عودة التيار الكهربائي للجيزة، حسين الشحات: لن أرحل عن الأهلي    أخبار متوقعة لليوم الإثنين 28 يوليو 2025    الإطار التنسيقي الشيعي يدين هجوم الحشد الشعبي على مبنى حكومي ببغداد    الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد 2025 - 2026 «أيام الدراسة والإجازات»    حادث قطار في ألمانيا: 3 قتلى و34 مصابا إثر خروج عربات عن المسار وسط عاصفة    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري الإثنين 28-7-2025 بعد ارتفاعه الأخير في 5 بنوك    تعرف على مواعيد مباريات المصري بالدوري خلال الموسم الكروي الجديد    تجاوزات في ودية المصري والترجي.. ومحمد موسى: البعثة بخير    الاتحاد الأوروبي يقر تيسيرات جديدة على صادرات البطاطس المصرية    «اقعد على الدكة احتياطي؟».. رد حاسم من حسين الشحات    محمد عبد الله يشكر "كبار" الأهلي.. ويشيد بمعسكر تونس    وزير خارجية أمريكا: سنسهل محادثات السلام بين كمبوديا وتايلاند    "حماة الوطن" يحشد لدعم مرشحيه في "الشيوخ" بسوهاج (فيديو وصور)    محافظ القليوبية يجري جولة مفاجئة بمدينة الخانكة ويوجّه بتطوير شارع الجمهورية    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    بالصور.. اصطدام قطار بجرار أثناء عبوره شريط السكة الحديد بالبحيرة    طعنة غدر.. حبس عاطلين بتهمة الاعتداء على صديقهما بالقليوبية    فرنسا: إسرائيل تسعى لاستعادة الأسرى لكن حماس تقتل مزيدًا من جنودها    بالصور.. إيهاب توفيق يتألق في حفل افتتاح المهرجان الصيفي للموسيقى والغناء بالإسكندرية    هدى المفتي تحسم الجدل وترد على أنباء ارتباطها ب أحمد مالك    الخارجية السودانية تدين إعلان قوات الدعم السريع «حكومة وهمية» وتطلب عدم الاعتراف بها    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 28 يوليو    4 انفجارات متتالية تهز العاصمة السورية دمشق    وائل جسار ل فضل شاكر: سلم نفسك للقضاء وهتاخد براءة    رسمياً تنسيق الجامعات 2025 القائمة الكاملة لكليات علمي علوم «الأماكن المتاحة من الطب للعلوم الصحية»    أسعار الذهب اليوم في المملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 28 يوليو 2025    تنسيق الثانوية العامة 2025 بالقاهرة.. درجة القبول والشروط لطلاب الانتظام والخدمات    منها «الاتجار في المخدرات».. ما هي اتهامات «أيمن صبري» بعد وفاته داخل محبسه ب بلقاس في الدقهلية؟    «مكنتش بتاعتها».. بسمة بوسيل تفجر مفاجأة بشأن أغنية «مشاعر» ل شيرين عبدالوهاب.. ما القصة؟    جامعة العريش تنظم حفلا لتكريم أوائل الخريجين    لا أماكن بكليات الهندسة للمرحلة الثانية.. ومنافسة شرسة على الحاسبات والذكاء الاصطناعي    كريم رمزي: جلسة مرتقبة بين محمد يوسف ونجم الأهلي لمناقشة تجديد عقده    السيطرة على حريق أعلى سطح منزل في البلينا دون إصابات    بعد 26 ساعة من العمل.. بدء اختبار الكابلات لإعادة التيار الكهربائي للجيزة    حسين الشحات: لن أرحل عن الأهلي إلا في هذه الحالة، والتتويج أمام الزمالك أسعد لحظاتي    تنسيق الكليات 2025، الحدود الدنيا لجميع الشعب بالدرجات والنسب المئوية لطلبة الثانوية بنظاميها    إدريس يشيد بالبداية المبهرة.. ثلاث ميداليات للبعثة المصرية فى أول أيام دورة الألعاب الإفريقية للمدارس    أحمد نبيل: تعليم الأطفال فن البانتومايم غيّر نظرتهم للتعبير عن المشاعر    وزير السياحة: ترخيص 56 وحدة فندقية جديدة و60 طلبًا قيد الدراسة    متخليش الصيف ينسيك.. فواكه ممنوعة لمرضى السكر    معاناة حارس وادي دجلة محمد بونجا.. أعراض وأسباب الإصابة ب الغيبوبة الكبدية    أم وابنها يهزمان الزمن ويصنعان معجزة فى الثانوية العامة.. الأم تحصل على 89% والابن 86%.. محمد: ليست فقط أمى بل زميلتي بالدراسة.. والأم: التعليم لا يعرف عمرا وحلمنا ندرس صيدلة.. ونائب محافظ سوهاج يكرمهما.. فيديو    الباذنجان مهم لمرضى السكر والكوليسترول ويحمي من الزهايمر    بعد توقف 11 عاما.. رئيس حقوق الإنسان بالنواب يُشارك في تشغيل مستشفي دار السلام    رغم ارتفاع درجات الحرارة.. قوافل "100 يوم صحة" تواصل عملها بالوادى الجديد    رفضت عرسانًا «أزهريين» وطلبت من زوجها التعدد.. 19 معلومة عن الدكتورة سعاد صالح    في الحر الشديد.. هل تجوز الصلاة ب"الفانلة الحمالات"؟.. أمين الفتوى يوضح    بتوجيهات شيخ الأزهر.. قافلة إغاثية عاجلة من «بيت الزكاة والصدقات» في طريقها إلى غزة    هل الحر الشديد غضبًا إلهيًا؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محسن الجلاد
نشر في الوطن يوم 23 - 06 - 2013


فانتازيا
كتبها محسن الجلاد
آخر اجتماع للجماعة
20/6/2013
حيث... يبدو أننا فى ساعة متأخرة للغاية من الليل.. وعلى غير العادة نرى الحراسات المنتشرة أمام وحول بيت الرئيس بالتجمع الخامس فى حالة تأهب قصوى.. ونرى عدة سيارات فارهة متوقفة بالقرب من بيت الرئيس.. وبينما الإضاءة خافتة للغاية داخل بيت الرئيس من خلال الشرفات والنوافذ فإننا نلاحظ كأن شيئاً طارئاً وغير عادى يحدث بداخل البيت خاصة عندما تدخل الكادر سيارة فارهة حولها عدة سيارات دفع رباعى «لزوم الحراسة المشددة».. وتتوقف أمام باب البيت ويخرج من السيارة الفارهة مرشد الجماعة «بهيئته المعتادة» الذى يدخل مسرعاً إلى داخل البيت..
وفى غرفة مكتب الرئيس بمنزله وبينما الإضاءة خافتة وعلى مائدة اجتماعات مستطيلة العديد من أطباق كبيرة بها ما لذ وطاب من أنواع الفاكهة والحلوى.. وحول تلك المائدة يجلس الرئيس «ممتقع الوجه» وبعض رفاقه من كبار المسئولين بمكتب إرشاد الجماعة «مثله ممتقعى الوجوه».. وبينهم شاب لا تعرفه وسائل الإعلام يبدو أنه فى ريعان شبابه وواحد من قيادات شباب الجماعة «وهو أقلهم توتراً وأقلهم قلقاً».. ونلاحظ أن الجميع فى شرود وهم عظيم.. حتى يدخل مرشد الجماعة فينهض مهرولاً نحوه الرئيس.. وبعد أن ينتهى الرئيس ورفاقه من أعضاء مكتب الإرشاد من مصافحة مرشد الجماعة وتقبيل يده ورأسه يدعوه الرئيس للجلوس على كرسى الصدارة حول المائدة إلا أن المرشد يستأذنه ويستأذنهم أن يصلى فرض العشاء الذى أنساه الهم والغم صلاته وذلك حتى يصل المهندس خيرت «نائب المرشد» الذى يصل دائماً متأخراً بعض الشىء والذى لا يجرؤ المرشد ولا الأعضاء بمن فيهم الرئيس على بدء الاجتماع دون وجوده..
وفى لحظات معدودة ينتهى المرشد من صلاة العشاء بروتينية وسرعة فى الحركات بينما يدخل المهندس خيرت الشاطر الذى يلتف حوله الرئيس والرفاق معانقين ومقبلين رأسه وكتفيه ويجلس الجميع حول المائدة ويجلس على كرسى الصدارة المرشد وعن يمينه نائبه الشاطر وعن يساره المرشد السابق الذى يجلس بجواره الرئيس وبجواره وزير إعلامه بينما يجلس الكتاتنى وفهمى والبلتاجى وصبحى صالح وآخرون من رموز مكتب الإرشاد حول المائدة بينما يجلس الشاب «قائد شباب الجماعة» فى طرف قصى حول المائدة.. ويلاحظ الشاطر أن الجميع وجوههم شاحبة من شدة الهم والغم وأن التوتر والقلق يكسوان الوجوه.. فيبادر الجميع قائلاً:
- يا ترى موبايلات الثريا اللى بَعَتها إخوانا فى قطر وصلت حضراتكو؟
فيومئ الجميع بالإيجاب.. بينما يتنهد الشاطر وهو يتمتم:
- ماتقلقوش إن شاء الله هتعدى على خير.
الرئيس (بقنوط وهمّ شديد): مايتهيأليش هتعدى على خير يا أخ خيرت.. التقارير اللى وصلتنى كلها بتأكد إن مصيبة الناس السبت والحد ومصيبتنا ما وردتش على حد.
المرشد (وهو يتنهد مهموماً.. وللرئيس): هدئ من روعك أرجوك يا أخ مرسى..
الرئيس (وهو يفرك يديه بتوتر شديد): أهدّى من روعى إزاى بس يا فضيلة المرشد وأنا لا عنت بأنام ولا بأشوف النوم من كابوس يوم 30/6 المنتظر.. «ثم بصوت مرتفع متوتر»: دول عاملين حسابهم إنهم هيخلعونى فى خمس ست أيام يا جماعة..
الكتاتنى (وهو يفتعل هدوء الأعصاب): أنا بيتهيألى إن الموضوع مش بالغمقان ده كله.. وأكيد هتبقى شوية مظاهرات على حبة اعتصامات فى التحرير وعند الاتحادية وهتعدى زى اللى قبلها ماعدت..
فهمى (بشحوب وجه وبهمّ شديد): أنا شايف إن الأخ الكتاتنى يا بيهون من الموضوع يا بيستخف بعقولنا.. والمعلومات اللى عندى واللى عندنا كلنا بتأكد إن الموقف هباب وإن مش أقل من تلاتة أربعة مليون هيعتصموا قدام الاتحادية وإنهم أكيد هيقتحموا الاتحادية زى ما شوية مثقفين لا راحوا ولا جم اقتحموا وزارة الثقافة ومعتصمين جواها بقالهم زيادة عن 4 أسابيع ومحدش عارف يعمل معاهم حاجة..
الشاطر (الذى كان يجلس صامتاً وهو يراقب الحديث.. وبتصميم وكأنه يصدر قرارا): فى الساعة دى مفيش حل غير إن شباب الإخوان وحلفاءنا من الأحزاب الدينية والجماعات الجهادية وجماعة أبوإسماعيل وغيرهم لازم يتحركوا وبمنتهى القوة والعنف ويدخلوا العيال دول واللى وراهم جحورهم..
الرئيس (بصوت مرتعش): فى الساعة دى هتكون مجزرة.. والكترة هتغلب الشجاعة ومعاها الجماعة.. وأمريكا والعالم هيدينوا ويطالبونى بالتنحى.. وساعتها هيفشوا غليلهم فينا وهيطلعوا فى اللى خلفونا القديم والجديد ويا نرجع للسجون وأحكام إعدام يا ياخدوها من قصيرها ويعلقوا المشانق فى الميادين..
المرشد: يبقى مفيش حل غير فى الإخوة بتوع حماس.. يدخلوا من الأنفاق ويكونوا على أهبة الاستعداد ولشد أزرنا وحسم المعركة لصالحنا..
الرئيس (بقلق شديد): فخامة المرشد إذا نقطة دم واحدة سالت أنا هروح فى الكازوزة..
صبحى (صائحاً بحماس كمن وجد الحل): وجدتها.. نعمل استفتاء شعبى على شرعية الرئيس.. والأخ مرسى ينجح فى الاستفتاء ويبقى الشعب هو اللى قال كلمته.. وفى الساعة دى مظاهراتهم واعتصاماتهم مش هيكون لها أى قيمة.. ويبقوا يبلوا استمارات حركة تمرد ويشربوا ميتها..
البلتاجى (الذى نشعر أنه أكثرهم توتراً): وافرض بقى وده وارد جداً وبنسبة كبيرة إن الأخ مرسى سقط فى الاستفتا يا سى صبحى يا أبوالعريف؟!
صبحى: يسقط إزاى واحنا على رأى حسن البارودى فى الزوجة الثانية.. الدفاتر دفاترنا والصناديق صناديقنا وكل حاجة فى إيدنا..
الرئيس (بقنوط شديد): أنا بأقول بلاش حكاية الاستفتا دى لأن كفتهم هى الأرجح..
الشاطر (باستنكار): كفتهم الأرجح إزاى يا حاج مرسى..
الرئيس: كل التقارير اللى قدامى بتقول إن معظم الشعب بقى ضدنا ومش طايقنا.. ولو عملنا استفتا التزوير له حدود ومهما زورنا برضه هأسقط..
المرشد (بتأنيب): ده علشان أنت ما أديتش دور الرئيس بإتقان يا أخ مرسى..
الرئيس (باستنكار وعصبية): وهو أنا يعنى كنت اتهببت عملت حاجة من دماغى.. قلتوا لى أترشح استبن.. اتهببت اترشحت.. رجّع مجلس الشعب اتهببت رجعت مجلس الشعب.. اتنيل أعمل إعلان دستورى اتنيلت عملت الإعلان الدستورى اللى ملّيتوه ليا.. هات قنديل اللى ما بيفهمش حاجة وحطه رئيس للوزراء علشان يبقى كرافان الجماعة تحكم من خلاله جبت سى قنديل.. فلسع طنطاوى وعنان فلسعتهم.. طرمخ على قتل الجنود فى رفح.. حاضر.. سبنا نهرب سولار وبنزين لغزة ونأبج.. أوكيه.. قول الحق أبلج وصوابع بتلعب فى مصر والقرد والقرداتى.. قلت.. أخون الدولة ومكن الجماعة.. حاضر.. قدم تنازلات لإسرائيل علشان نرضى أمريكا.. حاضر.. قطر هى بابا وماما.. حاضر.. أعمل بمبدأ الجماعة واوعد وألحس وعودك.. حاضر.. وقع السلطات كلها فى بعضها تنفيذية على قضائية على تشريعية وتبقى عركة بين السلطات علشان نعرف نفكك أم الدولة.. حاضر.. زود الأزمة الاقتصادية وخليها قطران وهباب علشان الناس تبقى ملهية فى أكل عيشها.. حاضر.. عايزين ندخل فلوس وأسلحة لميليشيات الجماعة.. دخلوا..
(ثم بعصبية شديدة وهو يكاد يلطم خدوده): كنتوا عايزينى أعمل إيه أكتر من كدا يا جدعان..
الشاطر (بهدوء وحسم كأنه يأمره): هدى نفسك يا أخ مرسى.. احنا معاك إنك كنت بتنفذ كل أوامر الجماعة وإن كل همك كان منصب على خدمة مصالح الجماعة وأهدافها.. لكن خلينى أصارحك.. الرؤساء أقدام وانت بصراحة قدمك مكنش حلو خالص على البلد..
الرئيس: قصدك إن قدمى كان نحس زى ما الناس بتقول فى الشوارع يا أخ خيرت..
الشاطر: مش ده مربط الفرس.. إحنا جايين نشوف حل لجهنم 30/6.
وزير الإعلام (بهدوء وكأنه يفكر وهو يتحدث): أنا عندى حل.. نعمل زى ما كانوا اللى حكموا البلد قبلنا بيعملوا.. نلهى الناس بأى حاجة تلهيهم عن النزول فى مظاهرات واعتصامات 30/6.. يعنى مثلاً البنزين يشح أكتر ونطلع إشاعات إن رموز جبهة الإنقاذ هى اللى بتتاجر فى البنزين والسولار فى السوق السودا.. أو مثلاً نطلع إشاعة إن البرادعى بوذى وإن حمدين صباحى بتاع نسوان.. والتليفزيون والإذاعة تبعى وجايب فيهم قيادات مالهاش لزوم.. واعلموا حاضر ما تعملوش حاضر.. أنا ممكن أخلى فضيحة رموز جبهة الإنقاذ دى ولا فضيحة المتطاهر فى المولد..
الشاطر (باستنكار): تعرف تخليك فى خيبتك وخيبة القنوات بتاعتك اللى بقت مضلمة ومحدش بيتفرج عليها..
الرئيس (بتهكم واستنكار): مش هو ده اللى قلتوا لى عيّنه وزير للإعلام. وهو أصلاً لا له فى الإعلام ولا عمره قعد يتفرج حتى على تليفزيون..
المرشد: إهدى يا أخ مرسى وخلينا فى المهم..
الشاطر (بعد لحظات تفكير): أنا بأقول إن أمريكا فى إيديها كل أوراق اللعبة واحنا لو قدمنا لإسرائيل تنازلات أكتر زى تأكيد لوعودنا بتوطين الفلسطينيين فى سينا وامتيازات لإسرائيل فى شرق القناة فى الساعة دى أمريكا هيكون من مصلحتها إننا نفضل فى الحكم..
الرئيس (صائحاً بعصبية واستنكار): أمريكا زى ما الريس اللى قبلى والريس اللى قبله قالوا اللى متغطى بيها عريان بلبوص يا جدعان..
الشاب (الذى كان صامتاً ويراقب الحديث وهو فى دهشة وذهول): أنا ممكن حضراتكوا أتكلم؟
الشاطر: عايز تقول إيه..
الشاب: هو إحنا أصلاً مش المفروض جماعة دعوية بنعمل من أجل الدعوة والدين..
الشاطر (وهو ينظر له بحدة): قصدك إيه؟
الشاب: قصدى إننا انحرفنا عن هدفنا ودخلنا فى لعبة السياسة والحكم بينما المفروض إن كان مكاننا الناس والشارع والدعوة وأمور الدين..
المرشد (مصطنعاً الوقار فى حديثه): يا ابنى كان لازم نشتغل فى السياسة علشان نتمكن وبعد كدا نبقى نقوم بأمور الدعوة والتبليغ والإصلاح..
الشاب: بس اللى بيشتغلوا فى السياسة فاسدين واحنا بقينا فى عيون الناس مجموعة من الفسدة والكذابين والمنافقين.. ده حتى إخواننا من أتباع الأحزاب الدينية الأخرى متأففين من أداءنا السياسى.. كنا هنقوم إزاى بالدعوة والتبليغ والناس خلاص فقدوا الثقة فينا وفى مصداقيتنا..
الشاطر: يا أخ انت هنا مش علشان تجادل وتناقش انت هنا علشان تاخد الأوامر وعلى أساسها تحرك شباب الجماعة.. وماتنساش انك أقسمت على السمع والطاعة.. مفهوم؟
الشاب (صاغراً): مفهوم حضرتك..
المرشد (بعد لحظات تدبر وتفكير): إلا قل لى يا أخ خيرت.. ايه أخبار أموال الجماعة..
الشاطر: اطمن يا فخامة المرشد.. معظمها تم تهريبه فى بنوك خارج البلد والباقى فى خلال تلت أربع تيام هنكون فلسعناه على بره..
المرشد: وبالنسبة لأسر قيادات الجماعة.. خصوصاً أسر أعضاء مكتب الإرشاد..
الشاطر: الحمد لله سفرنا أكتر من تسعين فى المية منهم وفى خلال يومين تلاتة نكون قدرنا نسفر الباقى من غير ما حد ياخد باله..
المرشد (بصوت متعقل): يبقى كل واحد فينا يعمل حسابه أنه يبقى مدبر وسيلة وخطة هروبه.. علشان إذا الدنيا طربقت فوق دماغنا يوم 30/6 كلنا نبلغ فرار وكل واحد يحصّل أسرته..
الرئيس (بتوتر شديد): طب وبالنسبة لى؟
المرشد: ما احنا قلنا فى الاجتماع اللى فات أنك هتكون فى حماية القوات الجوية.. ولو لقيتها بتغمق وبتزروط خد طيارة الرياسة وكت على قطر أو اليمن..
الرئيس (وهو يكاد يبكى): بس أنا خدت على منجهة الرياسة وفخفخينة كرسى الرياسة وطيارة الرياسة..
الكتاتنى: ما احنا كلنا زيك خدنا على منجهة المناصب.. بس مفيش قدامنا غير نكُتّ قبل ما نتعلق فى المشانق أو نترمى تانى فى السجون..
المرشد (بلهجة الآمر): يا أخ خيرت..
الشاطر: أوامر سعادتك يا فخامة المرشد..
المرشد: تكمل اتصالاتك بالإخوة حلفاءنا من الجماعات الجهادية وكذلك بالإخوة فى حماس فإذا اقتضت الأمور يكونوا بجوار شبابنا وشباب حلفاءنا من الأحزاب الدينية فى معركة 30/6.
الشاب (بشىء من التبرم): انتوا نويتوها معركة يا فخامة المرشد؟
المرشد: لن نُسَلِّم ولن نستسلم وإذا كانت سلمية وحبة هتافات والذى منه وكل واحد آخر النهار روح بيته فلا ضرر ولا ضرار أما إذا كانت اعتصامات أمام الاتحادية وعصيان فلا مفر من نزول شباب الجماعة وكل القوى الحليفة إلى ساحة القتال.. وبلغ كل رفاقك أنها إحدى الحسنيين «النصر أو الشهادة»..
الشاب (باستنكار): احنا فخامتك مش هنحارب كفار علشان نقول إحدى الحسنيين.. إحنا مسلمين والمعارضة دول برضه مسلمين.. ودم المسلم على المسلم حرام..
الشاطر (محذراً وبلهجة حادة): لا تنسَ يا عبدالرحمن أنك وأمثالك أقسمتم على السمع والطاعة.. واحنا أولى الأمر.. وعلينا التفكير والتدبير وعليكم التنفيذ والسمع والطاعة.. مفهوم؟
الشاب (صاغراً ومتبرماً): مفهوم..
صبحى صالح: على فكرة.. عايزكوا كلكوا تكونوا شاهدين شهادة للتاريخ إنى قلت لكوا من زمان بلاش نلعب سياسة وإن اللعب فى السياسة آخرته دم وآخرته دخول النار.
الشاطر (باستنكار): انت لا قلت كدا ولا حد فينا فاكر إن عمرك قلت حاجة من أساسه وطالع واكل نازل واكل وعمال تأبج ملايين على حس الجماعة.. وكان الله بالسر عليهم.
الرئيس: أنا بقى اللى أعرفه إن عمرى ما كان ليا فى السياسة ولا فى لعب السياسة وآخر حاجة كنت أتصورها إنى ألعب لعبة الريس دى.. وأنا لو لقيت الدنيا باظت وزروطت هاخد العيال وأمهم فى طيارة الرياسة وهأكت ويا روح ما بعدك روح..
المرشد السابق (بهدوء وعدم توتر): عموماً أهداف الجماعة أكبر من مصر.. ومصر جت أو مصر راحت ما تفرقش معانا.. طظ فى أبواللى جابوا مصر.. أهم حاجة الجماعة وأهداف الجماعة وعالمية الجماعة.. «ثم يردف بعد شىء من التفكير»: وهاستأذنكوا أودعكوا الليلة لأنى بكرة الصبح مسافر عمرة وإن شاء الله أرجع بعد منتصف رمضان.
الرئيس (بعصبية): انت بكدا بتهرب بدرى بدرى يا فخامة المرشد السابق..
المرشد السابق (مبتسماً وهو مهموم): مش أنا لوحدى.. كل اللى قدامك دول قبل 30/6 هيكونوا هربوا.
الشاطر (مغيراً مجرى الحديث وكمن يعطى أوامره للرئيس): مش ده المهم.. المهم يا أخ مرسى إنك تأكد على وزير الداخلية إنه يدى أوامره لقواته بتشديد قبضتهم على المتظاهرين ونأكد عليه إن استمراره وزير للداخلية مرهون بأن يوم 30/6 يعدى على خير.. وتعمل حسابك كقائد أعلى للقوات المسلحة إن الجيش لازم يتدخل إذا الأمور تطورت فى اليوم الهباب ده..
الرئيس (مؤكداً وبأسف): اللى أنا متأكد منه إن الجيش استحالة هيكون ضد إرادة الشعب.. ده غير إن الجماعة بتوع الداخلية وأقصد بيهم الظباط وصف الظباط والجنود قرفانين مننا وهما كمان استحالة هيكونوا ضد إرادة الشعب..
المرشد (وقد لاحت له فكرة): طب إيه رأيكوا فى فكرة نميسة؟
الجميع: خير يا فخامة المرشد؟
المرشد: نشن حرباً على إثيوبيا أو نعلن الحرب عليها دفاعاً عن مياه النيل.. أوم إيه.. الشعب يلتهى بالحرب واستعدادات الحرب.. أوم إيه.. نبوظ المظاهرات والاعتصامات أوم إيه.. نقعد ونتبت فى الحكم..
الشاطر (وعيناه تلمعان وهو ينظر تجاه الرئيس كمن لاحت له فكرة جهنمية): أو نغتال الرئيس.. وفى انتخابات رئاسية جديدة نغرق البلد فيها زيت وسكر أرشح نفسى وأصبح أنا الرئيس وأحكم قبضتى من حديد على البلاد وعلى الشعب النمرود ده اللى ما ينفعش معاه غير الضرب بالكرباج..
الرئيس (صائحاً فى ذعر): لأ.. أنا مش عايز أموت.. ومش عايز أسيب الرياسة.. الحق أبلج.. وفيه صوابع بتلعب فى البلد.. والقرد لو مات القرداتى ها يشتغل إيه؟
(بينما ينسحب الشاب بعد أن يرميهم خلسة بنظرة استنكار وهو ينسحب خارجاً وكأن فى قلبه حسرة شديد، ليتجمد الكادر وتنزل عليه كلمة «نهاية حكم الجماعة»).
والله من وراء القصد
محسن الجلاد
ملحوظة: جميع الحقوق الدرامية وحقوق التأليف محفوظة للمؤلف..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.