شرعت محكمة الاستئناف بالعاصمة تونس الجمعة، في النظر في قضية تلاحق فيها 3 ناشطات أوروبيات بمنظمة "فيمن" النسائية العالمية، صدر ضدهن حكم ابتدائي بالسجن 4 أشهر بسبب تظاهرن عاريات الصدر في تونس، في سابقة بالعالم العربي. وبداية الجلسة، ذكر القاضي بوقائع القضية وذلك بحضور المتهمات الثلاث (فرنسيتان وألمانية) اللاتي مثلن أمامه مرتديات "السفساري" التونسي، وهو لحاف تقليدي أبيض يغطي كامل الجسم باستثناء الوجه، مثلما تقتضيه عادات محاكمة النساء في تونس. وتوقع المحامي صهيب البحري أن يصدر القاضي حكما في القضية اليوم. وفي 12 يونيو الحالي، قضت محكمة الناحية بالعاصمة تونس بسجن الفرنسيتين بولين هيليي ومارغريت سترن، والألمانية جوزيفين ماركمان 4 أشهر ويوما واحدا بتهمة "الاعتداء علنا على الأخلاق الحميدة" و"التجاهر عمدا بفحش"، بموجب القانون الجزئي التونسي. وكانت الشرطة التونسية اعتقلت ناشطات "فيمن" الأوروبيات يوم مايو الماضي إثر اقدامهن على التظاهر عاريات الصدور، أمام مقر المحكمة الابتدائية بالعاصمة تونس للمطالبة بإطلاق سراح الناشطة التونسية في المنظمة أمينة السبوعي الموقوفة منذ 19 من الشهر الماضي. وأعلنت باريس عن "أسفها لقساوة الحكم"، الذي صدر بحق الناشطات الأوروبيات، حيث قالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان نشرته يوم 12 يونيو أنه "في الوقت الذي كنا نأمل فيه اتخاذ إجراء متسامح، لا يسعنا سوى أن نعرب عن أسفنا لقساوة هذا الحكم". كما أعربت سفارة ألمانيابتونس، في 13 يونيو عن قلقها بشأن قساوة الحكم على ناشطات جمعية فيمن، وقالت: "بعد أن وقع إعلامنا بقرارهن إلى اللجوء الى استئناف القضية، نتمنى أن ينظر اليهن بعين الرحمة". يذكر أن منظمة "فيمن" التي تأسست سنة 2008 بهدف الدفاع عن حقوق النساء الأوكرانيات، اكتسبت شهرة عالمية بعدما ابتدعت ناشطاتها طريقة الاحتجاج عاريات الصدور، وللمنظمة فروع في عدة دول.