قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي، "يمثل الإرادة الديمقراطية والدستورية للشعب المصري، وسيعتمد الكثير من التغيير في مصر على شخصيته". وأوضحت الصحيفة، في افتتاحية عدد اليوم الاثنين، أن الإخوان المسلمين "انتظرت لفترة طويلة وصلت إلى 84 عاما، حتى تصل إلى الحكم، تخللها ذلك التعرض للنفي والسجن"، وإنه "عند الإعلان عن نتائج الإنتخابات الرئاسية أمس -الأحد- حبس جميع المصريين، ومن بينهم الإخوان المسلمين أنفاسهم، حيث كان عليهم الانتظار لمدة ساعة كاملة حتى ينتهي رئيس اللجنة العليا للانتخابات -فاروق سلطان- من المقدمة المطولة، حتى وصل إلى النتيجة معلنا فوز مرسي، فإذا بمشاعر الفرحة تنتقل من داخل القاعة إلى أنحاء مصر وميدان التحرير بوجه خاص، ويصبح مرسي أول رئيس إسلامي منتخب لدولة عربية"، مشيرة إلى أن "اللحظة الحالية تاريخية بالنسبة لمصر، ومسمار جديد في نعش النظام السابق". وقارنت "الجارديان" بين رد فعل الجمهور في ميدان التحرير مساء أمس، وبين رد فعله يوم 11 فبراير، الذي شهد تنحي حسني مبارك، ولكنها أوضحت أن الصراع بين الرئيس الجديد والمجلس الأعلى للقوات المسلحة "سيستمر لأسابيع وربما لأشهر"، مشيرة إلى أن المجلس العسكري "يمتلك مؤسسات اقتصادية تشكل 40% من الناتج الوطني الإجمالي"، وأنهم "لن يغادروا السلطة بشكل سريع أو دون ثمن". وأوضحت الصحيفة أنه "سيكون من الصعب على المجلس العسكري الاحتفاظ بالسلطات التي مارسها خلال الفترة الماضية منذ الإطاحة بمبارك، وسيكون عليهم العودة للصفوف الخلفية". وقالت "الجارديان" إن لقاءات عقدت بين المجلس العسكري وقيادات من الإخوان، والتي استعرضت مطالب الجماعة، وهي "إعادة البرلمان وإلغاء القانون الضبطية القضائية، وتشكيل تأسيسية جديدة لوضع الدستور، وعرضت كذلك على المجلس وضع القرار الدستوري الخاص بتعديلات الدستور من جانب المجلس العسكري للاقتراع العام، وهو ما رفضه المجلس ما عاد بالإخوان إلى ميدان التحرير".