سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البرادعي ل"الحياة اللندنية": نصحت مبارك بضرورة الإصلاح لكنني أيقنت أنه لا أمل إلا بالتغيير البرادعي: مرسي هدد المجلس العسكري بحرق البلد إذا جئت رئيسا للوزراء
قال الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، في الحلقة الثانية من حواره مع صحيفة "الحياة اللندنية"، إنه كان لابد من أن يحدث تغيير للنظام السابق، خاصة إذا كان أصابه الوهن والشلل، مشيرا إلى أنه قابل الرئيس السابق حسني مبارك أكثر من مرة قبل ثورة 25 يناير، وأسدى إليه نصيحة مخلصة لوجه الله، بضرورة الإصلاح الداخلي والإصلاح في السياسة الخارجية، موضحا "ولكنني أيقنت أخيراً أنه لا أمل، وأن الرجل وصل إلى أقصى ما يستطيع، ربما يستطيع أن يضع ضمادة على الجرح، إنما لا يستطيع أن ينظر إلى ما يجب أن يتم". وتابع البرادعي حديثه حول تفاصيل اللقاءات التي جمعته بمبارك، قائلا "ذكرت له أن مصر لن تنهض من دون تعليم، والتعليم المجاني دونه صعوبات، يجب أن يكون التركيز على الجودة لا على الكمّ، قلت له حتى من ناحية العدالة الاجتماعية كيف يجب أن يتعلم ابني مجاناً وأنا شخص قادر، لماذا لا تطلب مني أن أساهم في دولة فقيرة، فكان ردّه (لا تفتح هذا الموضوع، لأنه لو فتحنا موضوع التعليم المجاني، سيقوم الشعب المصري بثورة، أيام أنور السادات دمروا البلد في 1977 وحصلت خسائر ب100 مليون جنيه)، فأدركت أن هذا أقصى ما يستطيعه ذاك الشخص، سنّة الحياة والثابت فيها هو التغيير، كونك تمتنع عن التغيير، معنى ذلك أن كل المؤسسات سترجع إلى الوراء". وأضاف البرادعي، أن مبارك لم يكن سعيدا بعودته إلى مصر، قائلا "آخر مرة التقتيه كانت في زيارة رسمية ذهب فيها إلى فيينا، أعتقد في 2008 أو 2007، ولم أرَه منذ ذلك الحين، لا أريد أن أدخل في تفاصيل، لكن حين رأيته في فيينا أدركت أن لا أمل فيه لجهة الإصلاح، التركيب العقلاني في ذلك الوقت كان متعباً جداً، شاركت في غداء أقامه له المستشار النمساوي ودار بيننا حديث طويل، خرجت منه بانطباع أن الرجل تخطاه الوقت". وعن سر العلاقة بينه وبين الشباب، قال البرادعي "لا أعرف، ربما الشباب مرتبطون بي وأنا مرتبط بهم، ربما أعطيهم نظرة مستقبلية، أنظر إلى الأمام وهم أيضاً، أستطيع أن أفهم الشباب على رغم سنّي المتقدم، فقلبي شاب، أحب أن أنظر إلى مستقبلهم، وأن أتعلم دائماً شيئاً جديداً، فكل يوم أعلم أنني لا أعلم ما يكفي، النظرة المستقبلية، القدرة على تقبل النقد، القدرة على التغيير أو الرغبة فيه، وجدت أن الأمل الوحيد في التغيير هو الشباب". وحول الاعتداء عليه أثناء مشاركته في الاستفتاء على الدستور في مارس 2011، قال "لا أعلم هل وراءه النظام القديم، أم الجماعات الإسلامية، إنما هناك احتمال كبير أن يكون النظام القديم الذي خسر بقيام الثورة وكان غاضباً مني. بالطبع الاعتداء مدبر، وكانوا يضربون بقِطع رخامية، ولولا حماية الله كان ممكناً أن أموت لو أصابتني إحداها، تعرضت لكثير من الإساءة والتشويه"، مشيرا إلى أنه تعرض لحملة تشويه كبيرة، مدللا على ذلك بقوله "يوم معركة الجمل في 2 فبراير، خرجت سيارات بمذياع في كل أرجاء مصر، لتعلن أن الرئيس مبارك اتخذ كل الخطوات للإصلاح، ويجب أن تعلموا أن المراكب الأميركية تقف في قناة السويس من أجل تنصيب محمد البرادعي رئيسا للجمهورية. هذا التشويه منذ أيام مبارك، بدأ بالحديث عن أنني عميل للأميركيين، عميل للإيرانيين، وكل ما يخطر على بالك، بما في ذلك أنهم اخترقوا صفحة ابنتي على (فيس بوك) وأخذوا صوراً، كل القذارات التي تتخيلها استُخدِمت، واستمر الأمر بعد فترة الجيش (المجلس العسكري) وأثناءها، الجيش كذلك كان خائفاً مني أيام الحكم العسكري، كان يُقال (هذا شخص أتى من الخارج، لا يملك حسابات ولا ملفات داخل مصر، وسيقول لنا أين المحاسبة والمسؤولية)، فكانت علاقة تقوم في جزء منها على عدم الثقة، وكان هناك توجس مني، أن آتي لأقول لهم مع السلامة، استمرت حملات التشويه، إلى أن طلبوا مني أن أكون رئيساً للوزراء وأنا عرضت كذلك أن أكون رئيس وزراء في الفترة الانتقالية، طنطاوي كان حينها رئيسا للجمهورية". وأشار البرادعي إلى أن "المشير طنطاوي ومدير مكتب الاستخبارات في ذاك الوقت طلبا أن يجلسا معي، في مكتبه في وزارة الدفاع، وكانت صلتي كذلك بمدير الاستخبارات العامة اللواء مراد موافي، وقال لي إنهم يريدون التواصل معي كي أكون رئيساً للوزراء وبدأوا يسألونني: إذا أصبحتَ رئيساً للوزراء، هل تبقي على هذا الوزير أم لا، ولم تكن إجاباتي على هواهم". وعن أهم الأسئلة التي وجهت له من مدير الاستخبارات، قال "السؤال الأساسي بعيدا عن الوزراء أو غيرهم: (إذا أتيتَ فهل ستنحّي جانباً طنطاوي بالكامل)، فقلت له: هذا سؤال غريب، إن أتيتُ فسأكون رئيساً للوزراء وهو رئيس للبلاد، والحكم الفعلي له، ولا بد من أن أستشيره. الخوف الأساسي كان أنني إذا أتيتُ رئيساً للوزراء فسأُنحّي طنطاوي والمجلس العسكري". وحول مقابلته مع المشير طنطاوي، قال "طنطاوي قال لي: الإخوان يضعون فيتو على مجيئك رئيساً للوزراء وأتمنى أن تقبل بأن تكون رئيساً للمجلس الاستشاري، فأجبته: لا أريد أن أكون رئيسا للمجلس الاستشاري، وإذا أتيتُ رئيساً للوزراء فستكون مهمة انتحارية. سأل: لماذا؟ فقلت له: لأن البلد ينهار، فقال لي: استشرتهم وهم وضعوا (فيتو) على اسمك"، متابعا حديثه "فوجئت بموقف الإخوان، وتحدثت إلى بعض قيادات الإخوان فأنكروا، فتكلمت مع سعد الكتاتني وأنكر هذا الكلام، لكنني علمت حديثاً أن الرئيس محمد مرسي هو من قال لهم لو أتى البرادعي رئيسا للوزراء فسنحرق البلد، وواحد من كبار قيادات المجلس العسكري قالها لي أخيراً بعدما ترك المنصب". وعن أهم مادار في الحوار عن الدستور، قال البرادعي "قلت لطنطاوي أخافُ على الدستور، فهو ما يهمني في كل تلك الأمور، أجاب: الدستور خط أحمر بالنسبة إلينا، ويجب أن يكون دستوراً ديموقراطياً ومدنياً، فلا تخشَ، ويجب ألا يكون هناك أي خوف على الدستور". وأشار البرادعي، إلى أنه التقى طنطاوي وعنان قبل إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة، موضحا "وجدت الاثنين في حالة ارتباك تام، وكان ذلك قبل إعلان النتيجة بيوم. قالا: هل انتهى بنا الوضع أن تكون هذه حالنا بين شفيق ومرسي؟، فقلت لهما أنتما أوصلتمانا إلى هذه النتيجة منذ الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مارس2011، وأقدر أنكما كنتما خائفين من تأثير الضغط الإسلامي، فأنكرا هذا وأقسما على أنهما اعتقدا بأن نصيحة مخلصة وُجّهت اليهما، ولكن للأسف غُرّر بهما أو كانت النصيحة غير مخلصة". وأكد البرادعي، أن طنطاوي وعنان كانا خائفين من الإخوان إذا أتوا للحكم، وقالا "إذا أتوا فستكون حركة إسلامية، أما شفيق لو أتى فسيكون رئيساً مدنياً وسيذهب". وحول معرفته بوزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي، قال "أعرفه لأنه كان قريباً جداً من طنطاوي، وفي الاجتماع الذي تحدثت عنه كان السيسي حاضراً مع طنطاوي، وقريباً منهم جداً. كان الأخير يطلب مني أن أهدئ الشباب، فقلت لهم إن لا سيطرة لي عليهم، فخاطبني السيسي: لا، هو (السيطرة) بالفكر. أعرف السيسي والتقيته مرة أثناء وجوده في الحكم العسكري، هو شخص صغير السن مقارنة بطنطاوي وعنان، ومدرّب جيداً، أمضى فترة تدريب في الولاياتالمتحدة. تشعر بأنه جيل جديد". وأوضح البرادعي، خلال لقائه، اتصاله بالأميركيين و"قلت لهم لا بد من أن ينحاز الرئيس باراك أوباما فورا إلى الشعب المصري، لأن موقفكم مخزٍ، وخرج أوباما بعد أيام وغيّر موقفه. في ذلك الوقت بدأت مفاوضات مع عمر سليمان"، مشيرا إلى أنه لا يعرف عمر سليمان وأنه لم يتصل به للتفاوض، و"الإخوان ذهبوا للتفاوض معه وغيرهم، وكان موقفي والشباب أنه لا بد من رحيل مبارك، ولو أنه ذهب وترك مصر مثل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، لكان الأمر أكرم له".