أفضل ما يمكن فعله اليوم من قبل ممارسى السياسة المحسوبين كمؤيدين للحراك الشعبى ضد الرئيس المنتخب وجماعة الإخوان هو الامتناع عن تصدر المشهد العام والاكتفاء بطرح رؤى وتصورات إدارة ما بعد 30 يونيو 2013. ليس من حق ممارسى السياسة المعارضين، ولا أستثنى نفسى، الحديث باسم حراك شعبى أنتجته حملات شبابية وغير حزبية ك«تمرد» مستفيدة من السياسات والممارسات الكارثية لرئيس فقد الشرعية ولجماعة تسعى لاحتكار الدولة والمجتمع. نعم أسهم المعارضون فى كشف فساد الحكم الإخوانى لمصر وتوعية الرأى العام باتجاه البحث عن التغيير، ومع تكرر انتهاكات حقوق الإنسان طرحت منذ أشهر ومع عدد محدود من المعارضين الانتخابات الرئاسية المبكرة كمخرج وتدريجياً تحولت العودة إلى صندوق الانتخابات إلى المطلب الرئيسى لقطاعات شعبية واسعة. إلا أن الإسهامات هذه لا ترتب لنا كمعارضين حق تصدر المشهد العام، فقط تلزمنا بتأييد الحراك الشعبى والدفاع عنه وصياغة المطالب من انتخابات رئاسية مبكرة إلى تعديل الدستور وتعديل قواعد العملية السياسية وطرحها دون إلزام على أبطال الحراك، جموع المواطنات والمواطنين. الشعب هو البطل الوحيد، بتوقيع المصريات والمصريين على استمارات «تمرد» والمطالبة بإنهاء الرئاسة الفاشلة للدكتور محمد مرسى ولجماعته. الشعب هو البطل الوحيد، بإدارة حملة «تمرد» بسلمية مبهرة وعدم التورط فى العنف حتى حين التعرض لعنف مؤيدى الإخوان. الشعب هو البطل الوحيد، بالحشد الفعال ليوم 30 يونيو دون خوف من الشحن الطائفى أو من مقولات التكفير الزائفة والرديئة أو من التهديد باستخدام العنف ضد التظاهرات الشعبية. الشعب هو البطل الوحيد، دون وسطاء يمثلونه أو لجان تفاوض تتحدث نيابة عنه أو مجموعات حكماء قد تفرض عليه حلولاً لا يرضاها (وهذا هو الدرس الشخصى الذى تعلمته بعد عضوية لجنة الحكماء إبان ثورة يناير 2011). الشعب هو البطل الوحيد، وصيرورة حراكه فى 30 يونيو هى التى ستفرض نفسها على المشهد العام وحتماً ستتصدره بغض النظر عن حدود النجاح أو الإخفاق فى الوصول إلى الأهداف المنشودة، إنهاء رئاسة فاشلة والتعديل الديمقراطى لقواعد العملية السياسية كما أراها، أو غير ذلك إن كان لجموع المواطنات والمواطنين رأى آخر.