«عشوائية؟ لا يا بيه.. دى مجهودات ذاتية».. اسم فيلم ضمن سلسلة طويلة تضم عشرة أفلام تناقش موضوع «الحق فى السكن» باعتباره حقا أصيلا لكل مواطن مثل الطعام والشراب. الفيلم من إعداد مهندس شاب يدعى «يحيى شوكت» -32 سنة- بمبادرة شخصية منه تعكس اهتمامه بحقوق المواطنين فى السكن، بدعم من مؤسسة «أضف» وبالتعاون مع مجموعة «مصريون» للصحافة الشعبية. الفكرة بدأت عند يحيى منذ تخرجه فى كلية الهندسة جامعة القاهرة وعمله فى وزارة الإسكان، هناك رأى الظلم الواقع على المواطنين بسبب غياب حقهم فى السكن: «الحق فى السكن لا يعنى فقط توفير منازل عبارة عن كتل إسمنتية، لكنه أيضا يعنى توفير سبل معيشة مريحة، من ماء وكهرباء ومواصلات؛ فهناك العديد من المدن الجديدة التى تم بناؤها دون توفير مواصلات للمواطنين الذين سيقطنون فيها، وأحيانا نجد عددا كبيرا من البنايات المخصصة للشباب بلا كهرباء، وبالتالى تصبح مناطق مهجورة». يؤكد يحيى أن وسائل الإعلام حصرت مشكلة السكن فى المناطق العشوائية ووصفتها بأنها «قنابل موقوتة» رغم أن العشوائيات مجرد «مجهودات ذاتية» بعد أن تخلت الدولة عن دورها فى دعم المواطن للحصول على سكن ومعيشة كريمة، ومن هنا جاء اسم الفيلم عبارة عن جملة وردت بالنص على لسان أحد أبطاله. الفيلم مدته 8 دقائق و20 ثانية، ويبدأ بسؤال مجموعة من المواطنين حول معلوماتهم عن حقوقهم فى السكن، فيجيب أغلبهم بالنفى، ويستعرض الفيلم مجموعة من المشكلات السكانية فى مصر مثل التشققات فى أغلب الأبنية، وعدم توافر وسائل المواصلات، بالإضافة إلى الإخلاء القسرى فى بعض الأحيان. يحيى يعتبر الفيلم أول حلقة ضمن سلسلة ترصد المشاكل والتحديات العمرانية التى يعيشها غالبية المواطنين فى المدن والقرى؛ حيث يواجهون أخطار انهيار المبانى أو التلوث أو الفيضانات، والحرمان من أساسيات المعيشة مثل المياه وأسطوانات البوتاجاز والكهرباء والمواصلات، وكيف أن سياسات الدولة أدت بطريقة مباشرة لهذا القصور. ويؤكد يحيى أن الغرض من السلسلة هو تحديد عدة مطالب يتم الضغط السياسى من أجلها لتحقيق مبدأ «الحق فى السكن».