ساند الإسلاميون جماعة الإخوان المسلمين بعد «ثورة يناير» باعتبارها الجماعة الأم، وخاضوا معركتهم للوصول بمرشحهم، الدكتور محمد مرسى، إلى عرش مصر، وقال عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، إن الإسلاميين لا يطالبون «مرسى» بشىء سوى حقوقهم الدستورية والقانونية، ويعلمون أن الطريق للحقوق منظم بالآليات القانونية والمجالس التشريعية والهيئات القضائية، لتحقيق العدالة الاجتماعية والحفاظ على الحريات. وأضاف: «نطالب مرسى بالتخلى عن رئاسة حزب الحرية والعدالة وأن يكون رئيساً لكل المصريين، وإعلان التزامه بألا يكون خاضعاً لأحد»، مشيراً إلى استعدادهم للمشاركة معه فى حكومة ائتلافية وإن كانوا لا يسعون لذلك دون إقصاء الأحزاب السياسية التى يجب أن تشارك فى بناء الوطن، مشدداً على وجوب إعطاء المناصب للكفاءات. وأوضح أن حرية الدعوة وممارستها لا يستطيع أن يمسها أحد. وقال يسرى حماد، المتحدث باسم حزب النور: «مرسى لن يميز الإسلاميين على حساب القوى المدنية الأخرى، حتى لا يحدث خلل فى الدولة التى نسعى لتأسيسها، ونطالبه بالحريات لجميع أطياف المجتمع». وأوضح أنهم يهتمون بالعمل على تأمين حرية الدعاة، عن طريق تقوية مؤسسة الأزهر بالدعاة الذين ينشرون صحيح الدين، وطالب بمنع العقائد الدخيلة من التسلل لمصر، أكبر دولة سنية تحمى عقيدة أهل السنة والجماعة فى الوقت الجارى. وأضاف: «الشريعة الإسلامية هى السياج الذى يحمى المجتمع، ومن يعارض الشريعة الإسلامية؛ يعارضها جهلاً بها، ونحن نطالب بتوضيح صحيح الإسلام؛ ليس عن طريق الجبر أو الإكراه، لكن عن طريق التوضيح، لأن الناس لو عرفت الدين ستلتزم به». وعن تخوفات القوى المدنية من استقواء الإسلاميين بعد رئاسة مرسى، قال: «نحن متخوفون من ضغط القوى المدنية على مرسى ليتبنى الخطاب الليبرالى بما فيه من انفتاح كبير وعدم مراعاة للضوابط الشرعية»، وكشف حماد عن استعداد «النور» للمشاركة فى الحكومة القادمة، مؤكداً أن لديهم كوادر «تكنوقراط» تعد كفاءة لتولى عدد كبير من الوزارات. وحذر حماد، حزب «الحرية والعدالة» من الهيمنة على الحياة السياسية، موضحاً: «محاولة الهيمنة كادت أن لا تصل بمرسى للإعادة مع شفيق، وتحليلك للمحافظات التى أعطت شفيق ستجدها التى تتميز بتكتل إخوانى واضح أما المحافظات التى تتميز بتكتل سلفى واضح، هى ما تفوق فيها مرسى». وأكد علاء النادى، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، أن الإخوان تحتاج للآخر غير الإسلامى، وأوضح أن دور الإخوان فى المرحلة المقبلة سيكون محاولة ضبط العلاقة، بين القوى الإسلامية وخريطة التحالف مع القوى اليسارية والليبرالية التى سيكون مضطراً للتحالف معها فى المستقبل. وتابع: «يتوقف مقدار نجاح العلاقة على السلفيين واستعدادهم لعدم الخوض فى صراعات آيديولوجية مع القوى السياسية والمدنية، خصوصاً لو أثيرت على الساحة بعض الملفات الشائكة مثل الفنون والإبداع، ولا أعتقد أن جمهور الإخوان لديه مشكلة فى ذلك، لكن المشكلة ستكون عند قطاعات من التيار السلفى.