ما الدرس الذى يمكن أن تتعلمه المعارضة المصرية من فوز المعارض الإيرانى حسن روحانى بمقعد الرئاسة الإيرانية؟ فاز حسن روحانى المعتدل، الإصلاحى، على خمسة من منافسيه المحافظين بنسبة 50٫68٪ من أصوات 36 مليون ناخب ليصبح الرئيس رقم 11 فى تاريخ إيران المعاصر منذ الثورة الإيرانية. ويمكن فهم فوز حسن روحانى لثلاثة أسباب رئيسية: السبب الأول موضوعى، ويرجع إلى تدهور حالة البلاد فى ظل حكم أحمدى نجاد المحافظ وتناقص الحريات واشتداد حالة المقاطعة الدولية لإيران مما أدى إلى سوء الأحوال المعيشية للمواطنين. السبب الثانى، وهو الأهم فى تقديرى، هو اتفاق فصائل التيار الإصلاحى على الاصطفاف خلف مرشح واحد هو روحانى لعدم تفتيت الأصوات. السبب الثالث: وقوع التيار المحافظ فى خطأ تفتيت أصواته على خمسة مرشحين ينتمون لدرجات متفاوتة إلى ذات التيار المحافظ المتشدد. وجاء ذكاء تيار الاعتدال هذه المرة ليحسم النتيجة لصالح روحانى الذى حصل على 18٫6 مليون صوت مقابل منافسه المحافظ فاليباف عمدة طهران السابق الذى حصل على 6 ملايين صوت. ولو تصورنا أنه قد تم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة فى مصر هذا العام فإننى أتوقع وقوع المعارضة المصرية فى خطأ تاريخى وهى نزولها هذه الانتخابات بأكثر من مرشح متنافس من ذات التيار مما يضعف من قوتها من ناحية ويحسم الأمر للتيار المنافس الذى سوف ينجح كالعادة فى حسم صوت تيارات الإسلام السياسى بمشاربها المختلفة تحت مرشح واحد على أساس أنه فى ساعة الحسم يتم تجنيب الخلافات الشخصية أو الفكرية جانباً من أجل المصلحة العامة! الدرس الإيرانى يوضح لنا أن الخبرة السياسية والحكمة فى إدارة اللعبة من الممكن أن تتوفر حتى لو كانت فى دولة دينية تحكمها صيغة متشددة مذهبياً هى صيغة ولاية الفقيه. الدرس الإيرانى يوضح لنا أيضاً أن التغاضى عن المصالح الشخصية الضيقة والمنطق الذاتى فى حب السلطة والرغبة فى الظهور والسيطرة هى الطريق الصحيح إلى النجاح فى إنجاز تغيير سياسى حقيقى عبر الصندوق الانتخابى. هل تصل الرسالة الإيرانية للمعارضة المصرية؟