انتهت ليلة أمس، المهلة القانونية للحملات الدعائية للمرشحين فى الانتخابات الرئاسية الإيرانية القادمة، لتدخل البلاد مرحلة الصمت الانتخابى، حتى يتوجه الناخبون للصناديق يوم الجمعة المقبل. لانتخاب رئيسهم من بين ستة مرشحين، أبرزهم على أكبر ولاياتى، وسعيد جليلى، المقربان من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، وحسن روحانى الذى يمثل التيار الإصلاحى فى إيران. وأكد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، آية الله على الخامنئى، على «ضرورة المشاركة الواسعة فى الانتخابات الرئاسية، لأنها تزرع اليأس فى نفوس الأعداء وتجعلهم يخففون الضغوط» على حد قوله، لافتا إلى أن لديه بعض الملاحظات حول تصريحات المرشحين الرئاسيين فى مناظراتهم الانتخابية. بينما أعلن الرئيس الحالى، أحمدى نجاد، عدم دعمه أى مرشح فى الانتخابات الرئاسية، قائلا إنه سيشارك فى الانتخابات القادمة كمواطن. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس عراقجى، إن الانتخابات الرئاسية التى ستجرى الجمعة المقبلة، ستجرى أيضاً فى 96 بلدا، حيث تم تشكيل 290 لجنة اقتراع خارج البلاد، كما تم إرسال 850 ألف حزمة من أوراق الاقتراع، تحسبا لعدم حسم الانتخابات من الجولة الأولى وامتدادها إلى جولة ثانية. على جانب آخر، اتهم الرئيس الإيرانى الأسبق أبوالحسن بنى صدر، الذى يعيش فى المنفى فى فرنسا، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله على خامنئى باستغلال الانتخابات الرئاسية التى تجرى، لإضعاف سلطة الرئيس وترسيخ سلطته. وقال بنى صدر، وهو من أعتى معارضى حكم رجال الدين فى طهران، منذ تمت الإطاحة به من منصبه وفر من البلاد عام 1981، إن المرشحين الستة الباقين فى سباق الرئاسة الإيرانية لا تفرق بينهم سوى خلافات سياسية طفيفة. وأضاف بنى صدر، وهو رفيق الزعيم الإيرانى الراحل روح الله الخمينى فى المنفى، وانتُخب أول رئيس لإيران عام 1980، فى مقابلة مع «رويترز»، أن «أى رجل من بينهم يختاره خامنئى سينفذ أوامره. الجمهورية تلغى نفسها فى مواجهة الزعيم». وقال بنى صدر إن كل المرشحين أظهروا، خلال المناظرات التى جرت قبل الانتخابات، أنهم بعيدون عن نبض الشارع ولا يعرفون المتاعب الاقتصادية للمواطن الإيرانى العادى. وأضاف: «الرئاسة انتهت، حتى تحت رئاسة أحمدى نجاد كانت الجمهورية تقاوم. كان له قول، لكن هذا انتهى. لا يجرؤون على القول إننا وصلنا إلى طريق مسدود». وتابع: «أن العقوبات الغربية والتهديد المستتر بالحرب لمنع البلاد من امتلاك أسلحة نووية قوى يد خامنئى». وفى السياق ذاته، أظهر استطلاع للرأى، نُشر مساء أمس الأول، أن الإيرانيين يتبنون آراء متضاربة بشأن الأدوار السياسية للشخصيات الدينية، إلا أن الغالبية العظمى تؤيد تطبيق الشريعة. وقال 40% من عينة الاستطلاع، إن الشخصيات الدينية يجب أن تلعب دورا كبيرا فى السياسة، بينما قال 26% إنه يجب أن يكون للشخصيات الدينية تأثير ما فى الأمور السياسية، وقال 30% إنه يجب ألا يكون لهم أى تأثير.