قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن النظام الإيرانى وعلى رأسه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية يواجه أكبر تحد من نوعه بعد أن وصف مجموعة من رجال الدين البارزين الانتخابات الرئاسية الإيرانية والحكومة الجديدة بأنها غير شرعية، فيما يعد أبرز دلالة على الانقسام الحاد داخل المؤسسة الدينية الإيرانية. صدر بيان لرابطة الباحثين والمدرسين بمدينة قُم الدينية المقدسة فى هذا الشأن، يرمز إلى حدوث انتكاسة لحكومة طهران، وخاصة سلطة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله على خامنئى، الذى تعد كلمته هى الفيصل فى كافة شئون البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن الإستراتيجية القائمة على تصوير المرشح الإصلاحى مير حسين موسوى وأنصاره على أنهم مجرمون وخائنون أصبحت أكثر صعوبة ما لم تكن مستحيلة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الرابطة، التى تم تشكيلها تحت قيادة مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخومينى، أعربت فى البيان الصادر أمس السبت عن تأييدها لحركة الإصلاح وتضم هذه الرابطة إصلاحيين، إلا أن المحللين السياسيين فى إيران يصفونها بأنها مستقلة ولم تدعم مرشح بعينه فى الانتخابات الماضية. وتحدثت الصحيفة عن علاقة هذه الرابطة بالسلطة قائلة، إن قرار رجال الدين فى قم الحديث علانية يمثل فى حد ذاته نقطة تحول، ومن الممكن أن يشكل ضغطاً على الدولة التى لا تزال تهدد منتقديها. وتعتمد بعض المعاهد الدينية فى المدينة الدينية على تمويل الحكومة، كما أنها تحتفظ بدعم الحرس الثورى. ويقول عباس ميلانى مدير برنامج الدراسات الإيرانية فى جامعة ستانفورد، إن الصدام الواقع فى المؤسسة الإيرانية وحقيقة تأييد بعض رجال الدين لموسوى والشعب هى أكثر الأحداث من حيث الأهمية التاريخية خلال 30 عاماً هى عمر الثورة الإسلامية فى إيران. وجاء هذا الإعلان فى اليوم الذى كشف فيه موسوى على موقعه الإلكترونى عن وثائق تسرد بالتفصيل حملة التزوير التى قام بها أنصار محمود أحمدى نجاد ووصف مساعد لخامنئى موسوى والرئيس السابق محمد خاتمى بأنهما عملاء أجانب ويجب أن تتم معاملتهم كمجرمين، واتهمت هذه الوثائق أنصار أحمدى نجاد بطبع 20 مليون بطاقة اقتراع إضافية قبل الانتخابات ومنح أموال نقداً إلى الناخبين من أجل التصويت لصالح أحمدى نجاد.