أعلن الجيش اللبناني الأربعاء، أنه اتخذ إجراءات للرد الفوري على أي خرق سوري جديد، وذلك بحسب بيان أصدرته قيادة الجيش بعد ساعات من قيام مروحية سورية بقصف وسط بلدة حدودية ذات غالبية سنية متعاطفة مع المعارضة السورية. وقالت قيادة الجيش في بيان ذي نبرة حازمة تجاه سوريا، وهو أمر نادر، "خرقت طوافة حربية قادمة من الجانب السوري الأجواء اللبنانية في منطقة جرود عرسال، حيث أطلقت صاروخين من مسافة بعيدة باتجاه ساحة البلدة"، مضيفة: "اتخذت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة الإجراءات الدفاعية اللازمة للرد الفوري على أي خرق مماثل"، مشيرة إلى أن القصف أدى إلى إصابة شخص بجروح وإضرار مادية. ويعد هذا التحذير نادرا في التعامل بين لبنان وسوريا، التي حظيت لقرابة 30 عاما بتواجد عسكري ونفوذ سياسي واسع في لبنان. ويتمتع الجيش اللبناني الذي يعاني من نقص في التجهيز، بعلاقة تعاون وثيق مع الجيش السوري الذي يخوض منذ أكثر من عامين في نزاع دام مع المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، كما أنها المرة الأولى التي يطاول القصف السوري وسط بلدة عرسال التي تعرضت مرارا منذ بدء النزاع السوري لقصف من القوات السورية طاول أطرافها والجبال المحيطة بها. واستقبلت البلدة مؤخرا عشرات الجرحى، ومنهم مقاتلون معارضون، أصيبوا في معارك منطقة القصير الاستراتيجية وسط سوريا التي سيطر عليها النظام وحزب الله اللبناني الأسبوع الماضي. وأدت مشاركة الحزب في المعارك السورية إلى تصاعد الخطاب المذهبي والسياسي في لبنان المنقسم بين موالين للرئيس السوري بشار الأسد ومعارضين له، كذلك تعرضت معاقل للحزب في شرق لبنان لسقوط صواريخ مصدرها الأراضي السورية، في هجمات يقول مقاتلون سوريون معارضون أنها رد على تدخل حزب الله في المعارك داخل سوريا إلى جانب قوات النظام.