يخضع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة حاليا لفترة علاج وعملية تأهيل عضوي، لتعزيز التطور الإيجابي لحالته الصحية، وذلك حسبما كشف أول تقرير صحي رسمي صادر من طبيبين يرافقانه بباريس. وورد في بيان للرئاسة الجزائرية نشرته وكالة الأنباء الرسمية اليوم، أن التقرير كتبه الطبيبان المرافقان للرئيس، صحراوي محسن ومتراس مرزاق، منذ نقله للعلاج بفرنسا في أبريل الماضي. وأشار التقرير إلى أنه "بتاريخ 27 أبريل، تعرَّض رئيس الجمهورية لجلطة دماغية، وأشارت الفحوصات الأولية التي أجريت فور إدخاله إلى المستشفى العسكري محمد الصغير نقاش إلى الطابع الإقفاري (نوبة عابرة) للأزمة، دون إثر على الوظائف الحيوية". وأوضح أنه "تم على إثر هذه الفحوصات تقديم العلاج المناسب قبل نقله إلى مستشفى فال دو جراس العسكري في باريس لإجراء فحوصات إضافية، أوصى أطباؤه على إثرها بخضوعه لفترة علاج وإعادة تأهيل وظيفي بمؤسسة ليزانفاليد، بغية تعزيز التطور الإيجابي لحالته الصحية". وتعد هذه هي المرة الأولى التي يُنشر فيها تقرير طبي رسمي حول الوضع الصحي للرئيس الجزائري من فريقه الطبي الخاص، حيث كانت المعلومات الرسمية مقتصرة طيلة فترة غيابه على تصريحات للمسؤولين حول حالته، إلى جانب معلومات على لسان الطبيب رشيد بوغربال الذي كان أول من أعلن تعرضه لوعكة صحية، قبل أن يُسحب منه حق التحدث عن وضع الرئيس. وتزايدت خلال الأسابيع الأخيرة الانتقادات من المعارضة وحتى وسائل الإعلام، بشأن التكتم الرسمي حول الوضع الصحي للرئيس، لاسيما مع تقارير صحفية فرنسية تحدثت عن تعرضه للشلل، وطالبت أحزاب بكشف حقيقة مرضه وكذا ظهوره على التليفزيون الرسمي لطمأنة الرأي العام المحلي. وأبدى الوزير الأول عبدالمالك سلال مؤخرا انزعاجا من عدم الالثقة في تطمينات الحكومة حول صحة الرئيس، بالقول: "وصلنا اليوم إلى مرحلة أنهم يكذبوننا حتى عندما نُدلي بتصريح رسمي"، مطالبا بالكف عن إثارة الملف. ونشر محمد مشاطي (92 عاما)، عضو مجموعة 22 التاريخية التي فجرت الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، اليوم، رسالة في صحيفة محلية يدعو فيها الجيش صراحة "لعزل بوتفليقة" بسبب عدم قدرته على ممارسة الحكم.