أعلنت المتحدثة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيروت، سمر القاضي، اليوم الثلاثاء، أن اللجنة طلبت منذ أكثر من 10 أيام دخول طواقمها إلى مدينة القصير غربي سوريا، إلا أنه لم يسمح لها بذلك. وقالت القاضي في تصريحات صحفية إن اللجنة مستعدة تماما لدخول القصير لتأمين إجلاء الجرحى وإدخال المساعدات اللازمة للأهالي، معربة عن أملها في أن تتمكن الطواقم التابعة لها من الدخول إلى المدينة "دون شروط وبأسرع وقت ممكن". وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" الأربعاء الماضي، أن "الجيش السوري نفذ عمليات خاطفة ونوعية تمكن فيها من إعادة الأمن والأمان لمدينة القصير بعد أن قضى على أعداد كبيرة من الإرهابيين واستسلمت أعداد أخرى، ودمر أوكارهم بما فيها من أسلحة وذخيرة والعديد من الأنفاق والمتاريس التي كانوا يتحصنون بها". وكان وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، أعلن قبل نحو 10 أيام في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن السلطات السورية ستسمح بدخول الصليب الأحمر إلى مدينة القصير، فور انتهاء العمليات العسكرية فيها، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية. ومن ناحيته دعا جورج صبرا، رئيس الائتلاف السوري المعارض، المنظمات المعنية إلى إغاثة مئات الجرحى العالقين في المدينة وريفها، خاصة في بلدة البويضة. وحول عملية إجلاء الجرحى قالت القاضي إن اللجنة سجّلت منذ يوم الجمعة الماضي وحتى يوم أمس الاثنين دخول 130 جريحا سوريا من القصير إلى لبنان للعلاج، موضحة أن الصليب الأحمر اللبناني ينسق مع الصليب الأحمر الدولي في توزيع الجرحى على المستشفيات. وأوضحت المتحدثة: "لا عمليات لنا عبر الحدود، وبعثتنا في لبنان يتمحور عملها داخل الأراضي اللبنانية؛ وبالتالي فإن بعثتنا في سوريا هي التي ستكون مؤهلة لدخول القصير". وحول تنسيق اللجنة مع مختلف الأطراف داخل لبنان لتسهيل عملية نقل الجرحى أوضحت القاضي بأنه يتم التنسيق مع كافة الأطراف ومن ضمنها حزب الله، وذلك لتأمين وصول الجرحى إلى المستشفيات باعتبار أن من حقهم تلقي العناية الطبية بغض النظر عن "الطرف الذي ينتمون إليه". وعن تأمين تكاليف العلاج للجرحى قالت القاضي إن اللجنة تغطي تكاليف علاج الجرحى في مستشفيات البقاع، شرق لبنان، في حين تهتم بعض المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني الأخرى بالتعاون مع الدولة اللبنانية بتأمين تكاليف علاج الجرحى في مستشفيات الشمال. وتحدثت القاضي عن وجود مشكلة في استيعاب الجرحى في المستشفيات اللبنانية، لافتة إلى أنّها مشكلة قابلة لأن تتفاقم طالما الحرب في سوريا مستمرة. وتسلم الصليب الأحمر اللبناني مساء أمس الاثنين 34 جريحا سوريا، بعد وصولهم إلى منطقة الأرز شمالي لبنان بمرافقة الجيش اللبناني، قبل أن يقوم بنقلهم إلى مستشفيات الشمال لتلقي العلاج. وأعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، علي حسن خليل، أن استيعاب الجرحى السوريين، بات يتجاوز طاقة لبنان بجميع أجهزته على حمل أعبائها.