بلحية كثة، وزبيبة صلاة تزين جبينه، وبذلة أنيقة، يظهر الشيخ الأربعينى على المصريين من خلال شاشات القنوات الدينية يلقى محاضرة فى واحدة ويعلق على أمور سياسية فى واحدة أخرى، وما بين هذا وذاك تثير تصريحاته جدلاً واسعاً فى كافة الأوساط، يفضل الشيخ وجدى غنيم الابتعاد عن مصر حالياً رغم صدور العفو الرئاسى عنه فى عام 2012، بعد صدور حكم قضائى بنفيه عن مصر فى عام 2001 فى عهد حسنى مبارك، تم تنفيذ الحكم لدى عودة الشيخ من الأراضى المقدسة بعد أدائه مناسك الحج، صدمته كلمات ضابط الجوازات «أنت ممنوع من دخول مصر، وغير مرغوب فيك، فلتبحث عن دولة أخرى»، حينئذ انخفض صوت الرجل وتبدلت فرحته إلى حزن وتهدلت أكتافه، ثم ذرفت عيناه بالدموع وتغيرت وجهته إلى دولة أخرى. تنقل بين عدة دول عربية وأجنبيه، طُرد من البحرين عام 2008 بسبب موقفه من الكويت فى حرب الخليج، وأُخرج من إنجلترا بتهمة التحريض على الإرهاب، ثم هبط على جنوب أفريقيا ولكنه تركها بعد حادث نصب تعرض له، بعدها سافر إلى اليمن وماليزيا وقطر. طول فترة إبعاده عن مصر لم يكن يربطه بها سوى جماعة الإخوان المسلمين، استقبل خبر العفو الرئاسى عنه من الرئيس مرسى بسعادة بالغة، ظن مريدوه أنه عائد لتوّه إلى وطنه الأم، لكنه لم يفعل وفضل الابتعاد عن بلد يفيض بالأزمات، من خارج البلاد استمات فى الدفاع عن جماعته مهاجماً معارضيها بكل آيات الخيانة. دفاعه عن الإخوان لم يدُم طويلاً بعد حبس عبدالله بدر، متهماً «الرئيس المؤمن» بالظلم ورعايته، وعدم الانتصار للمظلومين، شاتماً كل الأيادى التى امتدت لتلقى بالمدعو «عبدالله بدر» فى غياهب السجن، ناعتاً إياه بفضيلة الشيخ الدكتور، ومتغاضياً عن اتهامه لامرأة ب«الزنا» على الهواء، معتبراً إياه حفيد يوسف، عليه السلام، الذى دخل السجن بريئاً، مشككاً فى رجولة ضباط الشرطة الذين ألقوا القبض عليه. خرج عن تأييده لنظام الإخوان كغيره من أعضاء «الجماعة» المشهورين بعد وصولها إلى سدة الحكم، متهماً إياها برعاية «أصنام العجوة المقدسة»، وقائلاً لها: «الإسلام برىء منكم وتستخدمونه كلما شعرتم بالخطر»، مضيفاً: «يستخدم الإخوان جزرة الإسلام كل مرة يشعرون فيها بالخطر، وبمجرد زوال الأزمة واستخدام المغفلين تعود المحاربة للإسلام، الدفاع عن شرعية مرسى بدعوى المشروع الإسلامى هو إهانة كبرى وبالغة للإسلام سموها بأى شىء آخر دفاعاً عن ديمقراطية أو أغلبية أو عصبية منتنة». ولد الشيخ وجدى عبدالحميد محمد غنيم يوم 8 فبراير 1951 فى حى العصافرة شرق محافظة الإسكندرية، متزوج وله 7 أبناء، حصل على بكالوريوس تجارة شعبة إدارة الأعمال من كلية التجارة جامعة الإسكندرية مايو 1973، وعلى درجة الماجستير والدكتوراه من الولاياتالمتحدةالأمريكية.