أعادت وفاة ولى العهد السعودى، الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، مرة أخرى تسليط الضوء على قضية غامضة حتى الآن وهى الخلافة فى المملكة الخليجية، أكبر دولة مصدرة للنفط، حيث إن الأمير نايف كان ثانى ولى للعهد يموت خلال سنة، بعد وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز فى الخريف الماضى، بحسب جريدة نيويورك تايمز الأمريكية. وقالت الصحيفة الأمريكية: «إن العاهل السعودى، الملك عبدالله، يبلغ من العمر نحو 88 عاما، وصحته ضعيفة، والوقت أوشك على النفاد بالنسبة لجيل الأمراء الذى حكم المملكة منذ وفاة مؤسسها الملك عبدالعزيز آل سعود فى عام 1953». مضيفة أن هذه المعطيات تأتى وسط شكوك حول كيفية تعامل السعودية مع الاضطرابات السياسية الناجمة عن الربيع العربى. ونقلت الصحيفة عن نائب مدير معهد بروكنجز الأمريكى، إبراهيم شارقى، قوله: «النظام السعودى لا يزال يحكم البلاد بالأدوات القديمة ويحتكر السلطة فى جيل واحد». وعلقت الصحيفة: «من الطبيعى بالنسبة للسعوديين الانتقال للجيل الثانى من الأمراء، أى أحفاد مؤسس المملكة، وأعمارهم الآن ما بين الخمسين والستين عاما، ولكن حتى الآن من غير المعلوم كيف ومتى ستقوم السعودية بذلك، حيث يتم اتخاذ القرارات حول الخلافة من قبل كبار الأفراد بالأسرة ومن وراء الأبواب المغلقة». وفى تصريحات ل«الوطن» قال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، أنور ماجد: «لا شك أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز هو الأقدر على تولى مهام ولى العهد، فهو سياسى محنك ومثقف ومطلع على مجريات الأمور»، وأضاف: «واقتراح الانتقال لجيل الأحفاد هو سقطة فكرية من الجريدة الأمريكية، فالأحفاد الآن يتولون مناصب مهمة مثل نائب وزير الدفاع ورئيس الحرس الوطنى ولكنهم لم يصلوا بعد لقدرة تولى منصب ولى العهد». أما بالنسبة لتأثير الربيع العربى على السعودية وقدرة الأمير سلمان على التعامل مع هذه القضية يقول ماجد: «إن المملكة تعيش على قواعد سياسية ثابتة لن تتغير ولكن من الممكن أن تتطور، والأمير سلمان يعلم جيدا هذه المبادئ، الربيع العربى لن يؤثر على المملكة، وإنما سينتج حكومات ديمقراطية ستتعامل معها المملكة بشكل قوى وجيد». ويعتبر التقرير أن اختيار الأمير سلمان، الاثنين الماضى، كولى العهد الجديد ووريث العرش لم يكن مفاجئا، حيث كان حاكما للعاصمة السعودية الرياض لمدة عقود، قبل أن يصبح وزيرا للدفاع بعد وفاة الأمير سلطان العام الماضى.