من أهم ما ميّز الثورة المصرية في بدايتها، انتشار صور الثوار والمتظاهرين ومختلف المواطنين في مصر، إلى جوار دبابات الجيش، تعبيرا عن الفرحة بنزول القوات المسلحة للشارع، أو ربما تخليدا لهذا الحدث الفريد الذي لا يتكرر في حياة المرء كثيرا. وفي سوريا، تحديدا في مدينة القصير، حيث المعارك بين قوات النظام السوري تتقاتل جنبا إلى جنب مع عناصر حزب الله، مع قوات الجيش السوري الحر، في مجموعة من المعارك هي الأصعب في تاريخ الحرب الدائرة هناك منذ ما يزيد عن العامين، لم يكن هناك من يحمل بالا رائقا لالتقاط الصور مع الدبابات، فلم يكن هناك سوى الأبقار، حيث وقفت بقرتان من سلالة "فريزيان"، إلى جوار إحدى دبابات القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، تبحثان في الأرض الجدباء عن شيء لتأكله. هذه الصورة، في توقيت مختلف، كانت ستبعث على الضحك والفكاهة والسخرية، إلا أن خروجها من قلب معارك دموية بشعة، لا يبعث إلا على الأسف والتخوف من مصير هذا البلد.