عاودت أزمة نقص الوقود اشتعالها خلال الأيام الماضية بعد أن هدأت نسبيا فى عدد من المحافظات أثناء جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية، وقدر أحمد عبدالغفار نائب رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية حجم النقص بالأسواق بنحو 30% من الطلب، من جانبها قالت وزارة التموين أمس إنها ضبطت 213 ألف لتر سولار وبنزين قبل بيعها فى السوق السوداء. وأكد المهندس عمرو مصطفى نائب الرئيس التنفيذى للهيئة المصرية العامة للبترول ل«الوطن» وصول 180 ألف طن سولار من الخارج أمس الأول، سيتم توزيع جزء كبير منها على القاهرة لمواجهة التزاحم الذى تشهده محطات الوقود. وشهد العديد من المحافظات عودة السوق السوداء مرة أخرى فى ظل غياب للرقابة من قبل وزارتى التموين والبترول على محطات التداول، وفقا لعبدالغفار، الذى قال إن الأزمة عادت مرة أخرى فى محافظات سوهاجوالمنيا والشرقية والبحيرة والغربية. وأكد عبدالغفار ضعف عمليات الضخ من قبل وزارة البترول، مرجعا ذلك إلى نقص الموارد المالية اللازمة لإتمام عمليات الاستيراد خاصة السولار الذى نستورد 50% منه، منتقدا وجود أزمة فى البنزين الذى ننتج أكثر من 90% من احتياجاتنا، وأوضح أن نسبة النقص وصلت إلى أكثر من 30% فى الأسواق. وقالت وزارة التموين فى بيان أمس إنها تمكنت بالتعاون مع مباحث التموين من ضبط 213 ألف لتر سولار وبنزين فى السوق السوداء، وتم الإشراف من قبل مفتشى التموين على بيعها لجمهور المستهلكين بالسعر الرسمى، وأكدت الوزارة أن هناك حملات مفاجئة سيتم تنظيمها بمختلف المحافظات لضبط المخالفين وإحالتهم للنيابة فورا. إلى ذلك أكد نائب الرئيس التنفيذى للهيئة المصرية العامة للبترول أن الشحنات المستوردة الجديدة التى وصلت إلى ميناء الإسكندرية سيتم توزيعها على محطات الوقود فى القاهرة، وذلك بعد ظهور أزمة البنزين والسولار مرة أخرى نتيجة الاهتمام بالقضاء عليها فى محافظات الوجه القبلى. وأوضح أن قيام هيئة البترول بتسديد 10.8 مليار دولار لموردى المواد البترولية السائلة سهل وصول الشحنات فى مواعيدها، مشيدا بدور وزارة المالية التى تسد الاحتياجات المالية للقطاع خلال الفترة الحالية طبقا لتوصيات اللجنة الثلاثية المنعقدة دائما. واستعانت إحدى المحطات الكبرى فى مدينة المنصورة بالآيات القرآنية، والأحاديث التى تحث المواطنين على الصبر بعد وقوع العديد من المشاجرات بين المواطنين على أسبقية الشراء، وكتبت على بعضها «ألا بذكر الله تطمئن القلوب». وبالرغم من تحسن حالة الإمداد لمحطات بنى سويف فإن الأزمة ما زالت مستمرة، وأصابت حرارة الجو الواقفين فى الطوابير بالتوتر، كما فاقمت سيارات المصريين العائدين من الخليج ذات السعات اللترية الكبيرة من الأزمة بعد أن انضمت لطابور التزود بالوقود. أكد «ممدوح الغندور» وكيل وزارة التموين فى بنى سويف، أن حصة المحافظة قد زادت من 250 طنا إلى 500 طن يوميا من البنزين بأنواعه الثلاثة (80 - 90- 92) علاوة على 500 طن أخرى من السولار لسد الاحتياجات، مشيرا إلى أن نسبة العجز فى الكميات الموردة للمحافظة وصلت إلى 30% فى الحصص المقررة من البنزين، بينما وصلت فى حصص السولار إلى 40%. واحتدت الأزمة فى مركز كوم أمبو شمال مدينة أسوان مما اضطر السائقين لشراء الوقود بأسعار مضاعفة، واصطفت السيارات فى صفوف متوازية، أحدها للشاحنات والأخرى للأجرة، والثالثة للتوك توك. وواصل العشرات من السائقين قطع الطريق الزراعى مصر- أسوانبالمنيا، مما أدى إلى توقف حركة المواصلات بشكل تام، وهتف العشرات من السائقين الغاضبين «الشعب يريد توفير البنزين»، «يا مشير يا مشير شعب المنيا شعب فقير».