شُيعت في جنازة عسكرية، ظهر أمس، جثماني شرطيين استشهدا بطلقات مسلحين مجهولين، في كمين أمني بطريق أسيوط الغربي، داخل نطاق محافظة الفيوم فجرا، عندما حاولا تفتيش سيارة نقل محملة بكميات من حديد التسليح على الطريق بعد أن اشتبها فيها، في غياب ضابط الشرطة المسؤول عن الكمين الأمني. وجاب موكب الجثمانين، وهما في سيارتي إسعاف، شوارع مدينة الفيوم من شارع مستشفى الفيوم العام، حتى ساحة مسجد ناصر بشارع الورشة بمدينة الفيوم، في حراسة سيارات الشرطة، وتقدمها المسيرة مدير المباحث الجنائية وبعض القيادات الأمنية في غياب اللواء سعد زغلول، مدير أمن الفيوم. ووصل الموكب إلى شارع الورشة، وسط هتافات مدوية من أهالي قريتي الشرطيين وأفراد أمن من زملائه، من بينها "ارحل ارحل يا مدير.. مش عايزينك.. مش عايزينك"، "واحد اتنين.. مدير الأمن فين"، كما هتفوا ضد رئيس الجمهورية، وعقب دخول الجثمانين إلى مسجد ناصر، بدقائق قليلة وصل اللواء سعد زغلول، مدير أمن الفيوم، لحضور صلاة الجنازة عليهما. وقال محمد شعبان، من جيران الشهيد محمد هاشم عبدالكريم، أمين الشرطة من قرية هوارة المقطع بمركز الفيوم، إن الشهيد متزوج ولديه ثلاثة أبناء علاء ويوسف وبنت صغيرة، حيث يعرف عنه الخلق القويم ويلقى حبا كبيرا من أهالي القرية بسبب شجاعته وشهامته، وإن لم يكن شهما ما كان خرج لمطاردة سيارة نقل بدون قوة الشرطة. وأضاف: "كان مجتهد علميا حيث كان يذاكر بالفرقة الرابعة بكلية الحقوق ببرنامج التعليم المفتوح، حيث قابلته أمس الأربعاء، عند ابن عمه حيث كان يجرى صيانة لهاتفه المحمول، وكان يشكو من ضعف التسليح ويؤكد أنه غير كاف خاصة وأن خدمته على طريق أسيوط الغربي، وهو طريق معروف عنه بكثرة البلطجية وقطاع الطرق عليه، فضلا عن قربه لسجب دمو العمومي، والذي يقوم بعض أقارب السجناء بنصب كمائن للشرطة انتقاما لذويهم". فيما ظلت تصرخ أحلام شحاتة، قريبة أحد الشهيدين، خارج المسجد أثناء الصلاة على جثمان الشهيدين، وهي تقول "أنا بكلم مرسي أهو.. الظلم حرام.. يموت اثنين مرة واحدة ليه، إحنا غلابة وعايزين نعيش"، وتجمع حولها عدد من أقارب وجيران الشهيدين، ووقفت بجوارها شريفة عبدالتواب ، شقيقة الشهيد الثاني، محمد عبدالتواب من نزلة بشير بمركز الفيوم تصرخ وتبكي، مرددة أنه كان ينفق على منزلها. وقال هاني صادق، ابن خالة الشهيد محمد عبدالتواب، من عزبة بشير بمركز الفيوم، إن الشهيد لديه طفلين أحمد "8 سنوات" و محمد "4 سنوات"، وإحنا متربيين مع بعض في بيت واحد لأن والده متوفى، وأضاف: "كنا بالأمس سويا في الغيط نروي الزرع، وكان معي هناك وعندما شاهد سيدة في حاجة إلى ري أرضها أسرع إليها، وفتح لها الماكينة لري أرضها". واستطرد قائلا: "نحن لا يشغلنا من يجلس على الكرسي، لكن يهمنا حق هؤلاء الشهداء، إزاي رئيس الجمهورية ووزير الداخلية لا يعطون أمرا لأفراد الشرطة بضرب البلطجية بالنار، لازم الواحد منهم يتعامل معاهم وإلا يسيب نفسه يموت، ولو فكر يضرب المجرمين يتحاكم ماذا يفعل؟".