«شر البلية ما يضحك» انطباع ساد جلسة الحوار الوطنى، التى انطلقت برعاية الرئيس مرسى، أمس الأول، لمناقشة أزمة سد النهضة الإثيوبى، بدا الاجتماع كمشهد مقتطع من فيلم كوميدى، أعاد إلى الأذهان مشاهد مماثلة، كالتى ظهر فيها الشيخ حسنى أمام الميكروفون فى فيلم الكيت كات، وهو يتحدث بانطلاق دون أن يعلم أن الحارة كلها تسمعه، كذلك مشهد «حزلؤم» فى فيلم «لا تراجع ولا استسلام»، حين كان يتحدث إلى جيرمين، شارحا لها الخطة السرية بالكامل أمام ميكروفون يسمعه الجميع. لم تمر ساعات حتى أعلن وزير الرى السابق، د. محمد نصر الدين علام، أن حسابات الرئيس حول كهرباء السد، التى قالها خلال الاجتماع، بها أخطاء فادحة، مسألة لم يستغربها كثيرا د. نور أحمد عبدالمنعم، الخبير فى شئون المياه والأمن القومى، «مرسى دكتور فى الفلزات، ومستشاروه من تخصصات ملهاش دعوة بالمياه لا عجب فى أى شىء نراه أو نسمعه، كيف لهم أن يتحدثوا عن المياه ومستقبلها كمتخصصين وخبراء؟!». خبير المياه عاد بذهنه عدة شهور إلى الخلف «زار مرسى الصين ولم يفتح خلال زيارته لها الموضوع، وذهب إلى إيطاليا التى تشارك فى إدارة وبناء السد ولم يتطرق إلى المسألة، وزار البرازيل ولم يذكر أمر المياه، والآن عقب أيام من انفجار الموضوع يتحدثون فى لقاءات متفرقة مذاعة دون أن يعلم أصحابها شيئا». وتساءل د. ضياء الدين القوصى، الخبير الدولى فى شئون المياه: «لماذا تابع الناس اللقاء؟! التقرير لم يتم الإعلان عنه حتى الآن ولم يذكر أحد شيئا رسميا عنه، ولم تصلنا نحن المتخصصين نسخ أو معلومات واضحة عنه، حديث الرئاسة مرسل، فى اجتماع مرسل، لم يكن هناك بأس من إذاعته على الهواء، فالكلام الحقيقى الجاد لن يكون قبل وجود تقرير واضح ومفصل من اللجنة المكلفة بدراسة نتائج السد».