"روبابيكيا".. حين تسمع صوت رجل ينادي تتذكر العربة عليها بعض الأشياء القديمة كقطعة حديد، كرسي خشبي مفكك، وأدوات كهربائية متهلكة بعض الشيء، لا تعرف إلى أين يذهب هذا الرجل بهذه الأشياء القديمة، ومن يشتريها منه، لذلك قرر مجموعة من طلاب شعبة التليفزيون، بقسم الإعلام، في كلية الآداب جامعة عين شمس، إلقاء الضوء على حياة بائع "الروبابيكيا" في مشروع التخرج الخاص بهم. "عم جلال"، بطل فيلم "روبابيكيا"، رجل عشق مهنته منذ أن كان يعمل خاله بها وشرح له معنى الكلمة، فهي أصلها "رب فيكيا" باللغة الإيطالية واليونانية وتعني الأشياء القديمة الثمينة، عمل بها منذ 1983، يبدأ يومه من منطقة الخصوص إلى شارع الأربعين، ثم المطرية وروكسي، بعد أن يتنهي من حي مصر الجديدة يذهب إلى سوق الخميس بشارع الكابلات، يثمن الأشياء ويصلح الأشياء التي يمكن إصلاحها، ويقف ليبيعها، حسب آلاء عادل، إحدى أعضاء فريق العمل. تقول آلاء عادل إن المجموعة أثناء إعداد المعالجة الأولية لسيناريو الفيلم، كان هدفها إظهار الحياة الطبيعية له، حياته اليومية وبيته وأولاده، عمله في الشارع، إلى أين يذهب بهذه الأشياء القديمة، وماذا يفعل بها، مشيرة إلى أن فريق العمل وجد عدة صعوبات أثناء التصوير، بداية من بائعي الروبابيكيا الذين كانوا يرفضوا التصوير، ثم المناطق التي صوروا بها، فالمطرية كانت من أصعب المناطق، حيث وجدوا رفض من سكان المنطقة، لأنهم يروا أن الإعلام يبالغ في تصوير الحقيقة ويجعلها مزيفة، إلى جانب أن الشارع المصري مازال غير متقبل لفكرة أن هناك كاميرا تصور، ما عرضهم إلى الكثير من المضايقات. "رب فيكيا ...رب صدفة، رب يوم أقابل صدفه، بتوه في شوارعك يوماتي، صوتي بتنبح وأنا ماشى بهاتي، حالف ما أروح إلا بقوت ولادي، بنيمني في أمان، بنسيني أهاتي، بيكيا حياتي"، كانت هذه بعض كلمات أغنية الفيلم، التي تم تأليفها في عشر دقائق، وتم تلحينها وغنائها في ساعتين. وأضافت آلاء أن عم جلال لا يفرض على أولاده أن يشتغل أحد منه بهذه المهنة، فلديه أربع أولاد، اثنين منهم يدرسوا السياحة والفنادق، كان يسعى يوميا لتوفير لهم المال المطلوب لتعليمهم، بالرغم من أن قوته ليس ثابت، يمكن أن يعود لهم ب100 جنيه، ويوم آخر ومعه 500.