يتصور كثيرون أن رؤية الفنان للأشياء تختلف عن رؤية الفرد العادى، إلى أى حد تتفق مع هذا الرأى؟ - الشىء الوحيد الذى يجعل الفنان يختلف عن الإنسان العادى، هو التراكم الثقافى بداخله، فالفنان الواعى هو الذى يحرص على القراءة والاطلاع، وهذا بكل تأكيد يمنحه القدرة على التأمل والتحليل، ويجب أن تعرف أن هناك مواطنين بسطاء لديهم الرغبة فى المعرفة، وعندما يجمعك بهم حوار تفاجأ بأنهم يملكون وجهات نظر رائعة فى كل مجالات الحياة. العباسية .. ميدان جديد للدم وشاهد إثبات على اتساع مساحة الخلاف، كيف تفسر هذا المشهد؟ - المشهد مؤسف ومحزن إلى حد كبير، وأتصور أن الأسباب التى أدت إلى هذا الموقف كثيرة، ومنها غياب دور النخبة، وتأثير 60 سنة من القهر والخوف، هذا بالإضافة إلى غياب دور التعليم القادر على تفتيح وعى الجمهور، والخلاصة أن المجتمع يعانى من الإصابة بعمى مؤقت، ويوماً بعد يوم يزداد الموقف سوءاً بسبب غياب الحقيقة، وكل البيانات التى يخرج بها أى تيار سياسى مجرد كلام تعبيرى لا يحمل أى حقائق، وأول خطوة لعبور النفق المظلم هى الاتفاق على أن إظهار الحقيقة هو الباب الرئيسى للنجاة. بعين الفنان المنحاز دائماً لأحلام وأوجاع البسطاء .. كيف ترى مواصفات مصر الجديدة؟ - مصر الجديدة التى أتمنى أن تخرج من رحم الثورة مازالت غائبة وملامحها مرتبكة، فحتى نبنى «مصر» يجب أن يتغير الفرد؛ لأنه مفتاح التغيير والتأثير، وإذا ظل جامداً فى مكانه فلن يتغير المجتمع، وهناك سلوكيات ظهرت بعد الثورة، والحقيقة أننى لست مندهشاً منها؛ لأن الثورة لم تستورد شعباً جديداً، ولكنها فقط حركت إرادة المصرى وجعلته يشعر أنه فاعل، والخلاصة أن مصر الجديدة يجب أن تقوم على المثالية والإحساس بالانتماء والعطاء. وماذا لو عجز الوطن عن استيعاب أحلام أبنائه، هل يكون الرحيل هو الخيار الأخير؟ - لا يستطيع أى إنسان مهما بلغ من قوة ونفوذ أن يسرق الأحلام الحقيقية، ومن الممكن أن أقدم لك كشفاً بأسماء علماء ورجال اقتصاد استطاعوا النجاح والانطلاق، رغم الظروف الصعبة التى حاصرتهم والتى كادت تفسد حياتهم. وبماذا تفسر هجرة شقيقك «الدكتور سامح» للخارج؟ - لأنه أدرك بعد تخرجه وتعيينه معيداً فى جامعة «عين شمس» أنه لا مستقبل للبحث العلمى فى مصر، لقد شعر بأن طموحه سوف يموت بسبب الروتين والبيروقراطية، لذا سافر إلى اليابان بعد الحصول على منحة، ومنها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو الآن أستاذ فى جامعة كاليفورينا، وسوف تندهش إذا قلت لك إنه على الرغم من كل النجاح الذى حققه فى الخارج، يتمنى العودة والاستقرار فى مصر، رغم أنه عانى كثيراً من بيروقراطية وفساد النظام السابق، حتى إنه نجح منذ سنوات فى الحصول على منحة قدرها 300 مليون دولار من السوق الأوروبى، لصالح البحث العلمى فى مصر، لكن البعض وقف فى طريقه وعطل مشروعه وضاعت المنحة على البلد؛ لأن هناك من أراد سرقة هذه الأموال، والخلاصة أن شقيقى عالم فذ؛ لكن أحداً لا يشعر به فى مصر بسبب جهل الإعلام وتخلفه. هل تعتقد أن الفن يستطيع التغيير فى الواقع السياسى؟ - الفن لا يستطيع التغيير بسرعة فى الواقع، لكنه يساهم فى تفتيح المدارك وتوسيع الأفق، وأتصور أن الفن يحتاج إلى وقت طويل حتى يغير؛ لأن الواقع السياسى مرير وصعب إلى حد كبير. لمن ستعطى صوتك فى انتخابات الرئاسة المقبلة؟ - حتى هذه اللحظة لم أستقر على رأى .. وأنتظر أن يقدم المرشحون برامج انتخابية، وبالمناسبة كنت معجباً بعمرو موسى عندما كان يشغل منصب وزير الخارجية؛ لكنى أراه الآن عادياً، وتتساوى فرصته أمام أى مرشح آخر، ولا أبالغ إذا قلت إننى معجب ب«عبدالمنعم أبوالفتوح» لكنه مطالب بالإعلان عن موقفه من جماعة «الإخوان» بشكل واضح وصريح. هل تعتقد أن التيار الإسلامى فشل فى تقديم نفسه للناس؟ - بكل تأكيد، لقد عجز الإسلاميون عن تقديم أنفسهم بشكل طيب، وهنا أتساءل: كيف تنادى بالحب والرحمة والسلام وشعارك هو السيف؟ من الواجب أن نروج للحب والسلام وليس للإرهاب والقتل، ولا أعرف لماذا نغضب من رسوم الدانمارك المسيئة للإسلام، ونحن نضع «لوجو» مخيفاً يضرب الإسلام فى مقتل؟ عودة إلى الفن .. ما رأيك فى تكوين جبهة للدفاع عن حرية الإبداع؟ - أرفض تكوين جبهة للدفاع عن حرية الإبداع؛ لأن هذا يعد اعترافاً صريحاً بعبودية الفن، ولا يجب الخوف من الإخوان أو السلفيين أو أى تيار سياسى مهما بلغ نفوذه؛ لأن الجمهور هو الوحيد الذى يملك حق الرقابة والمنع. وبماذا تفسر الهروب الجماعى للنجوم من السينما للدراما التليفزيونية؟ - السبب هو الفلوس، حيث لم تعد السينما غنية كما كانت من قبل، كما أنها تعانى من حالة ضعف عام. وهل تشغل بالك بالمنافسة خاصة أن هناك أعمالاً تحمل توقيع كبار النجوم؟ - أنا مهتم بتطوير نفسى، وبتقديم أداء يرضى الجمهور، وبالمناسبة الجمهور أصبح ناقداً كبيراً وقادراً على الاختيار. ما الجديد الذى تقدمه فى مسلسل «خرم إبرة»؟ - أقدم شخصية «سعيد البرنس»، وهو شخص ممزق من الداخل، ويبدو فى الظاهر قوياً، ويتعرض لمواقف مؤلمة تساهم فى تصحيح مساره، إنه باختصار إنسان يعيش حالة انفصام بينه وبين ذاته، وبالمناسبة سوف أغنى فى المسلسل لأول مرة. بمناسبة الغناء، كيف تقيم موهبة شقيقك أحمد سعد؟ - كفنان هو فنان كبير، لكنه كإنسان يعيش بعشوائية ولا يمشى بمنهج، وأعترف بأننى لم أساعده على الإطلاق، واقتصر دورى معه على تقديم أوراقه فى معهد الموسيقى العربية. أخيراً .. ماذا عن فيلم «أسوار القمر»؟ - المغرى فى هذه التجربة أنها مع المخرج طارق العريان، وتدور القصة حول الصراع على حب فتاة، وهى لا تحمل أى إسقاط سياسى، ويشاركنى بطولته منى زكى وآسر ياسين.