ألقت السفيرة مرفت تلاوي، المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، اليوم، كلمة في الملتقى الذي يحمل عنوان "تمكين المرأة في القطاع المالي والمصرفي"، والذي عُقد برعاية وحضور جان أوغاسبيان، وزير الدولة اللبناني لشئون المرأة في ببيروت. أشارت "تلاوي" في كلمتها إلى أن التمكين الاقتصادي للمرأة يُعني مَنح المرأة القدرة على التحكم في حياتها والقدرة على اتخاذ القرارات الخاصة بها وبأسرتها، وأن هذا التمكين لا يُعني فحسب إدخال المرأة إلى سوق العمل، وإنما يرتبط بأمور أخرى مثل شروط دخولها السوق ونوع العمل والإطار القانوني الناظم لعملها. وفي مجال تقلد الوظائف تسجل الإحصاءات ضعف حضور المرأة في المناصب الإدارية العليا في الشركات، بما يشمل منصب المدير التنفيذي، وعضو مجلس الإدارة، فلا يتعدى متوسط عدد النساء اللائي يعملن مديرًا تنفيذيًا في الشركات بمنطقة الشرق الأوسط 13%، وتقل النسبة إلى 7 %، فيما يتعلق بمنصب رئيس مجلس الإدارة، ويرجع ذلك إلى عوامل ثقافية في الأغلب تعتبر المرأة أقل قدرة على الإدراة وهو يتنافى مع ماتوصلت إليه دراسات حديثة في مجال الإدارة من وجود ارتباط إيجابي بين تمثل المرأة في مناصب الإدارة العليا وتحسن أداء الشركة. وأضافت أن حضور المرأة في مجال العمل الحر سيظل أقل بكثير من الرجل، وذلك لأسباب كثيرة على رأسها القيود الاجتماعية والثقافية، وافتقار المرأة إلى الدعم الذي تحتاجه في شكل برامج للقروض تناسب ظروفها وسياسات لحمايتها. وتتطرقت إلى أن العالم اليوم يطرح أجندة التنمية المستدامة كإطار للعمل الدولي حتى عام 2030، وأن منظمة المرأة العربية أولت اهتمامًا كبيرًا لإبراز الارتباط الوثيق بين المرأة والتنمية من المستدامة، حيث عقدت المنظمة مؤتمرًا موسعًا في هذا الشأن في نوفمبر 2015 قدمت فيه 24 ورقة علمية ناقشت الأبعاد المختلفة لعلاقة المرأة بالتنمية ووضعت مؤشرات تضمن حضور المرأة كفاعل لتنفيذ التنمية المستدامة. وفي ختام كلمتها دعت إلى تفعيل الإمكانات الكامنة لدى المرأة وتحويلها من الضحية الأكبر في مجتماعتنا إلى الفاعل الأهم في مواجهة كل هذه التحديات، حيث أن المرأة المثقفة والأديبة والأكاديمية والإعلامية قادرة على إنتاج خطاب جديد مستنير يناهض الثقافة المجتمعية الرجعية.