أحداث العباسية وما شهدته من اشتباكات فى محيط وزارة الدفاع كانت محل رصد وتحليل فى صحيفة «واشنطن بوست»، التى كشفت عن مخاوف كثير من المصريين من تنامى قوة الإسلاميين، وتخلص إلى أن التوتر بينهم وبين الجيش منحه فرصة لاستمالة الرأى العام إلى صفه. وقالت الصحيفة إن «المجلس العسكرى يتحرك بسرعة لملاحقة المتهمين بشن هجوم على وزارة الدفاع، فى محاولة لإخماد الاحتجاجات العنيفة ضد سلطته، قبل أسابيع من انتخابات الرئاسة. وأضافت أن «أسباب التوتر السياسى بين الجنرالات والجماعات المختلفة مؤخراً تنحصر فى المخالفات القانونية التى شابت عملية الترشح للانتخابات الرئاسية وعدم وضوح سلطات الرئيس القادم والمخاوف المتزايدة من أن الجيش يسعى لدعم مرشح معين من أجل الحفاظ على مصالحه الاقتصادية والسياسية ويسمح للجيش بدور خاص فى المستقبل». ولفتت «واشنطن بوست» إلى أن الإسلاميين انضموا مؤخراً إلى القوى العلمانية التى تتهم العسكريين بالسعى إلى التمسك بالسلطة، بعد أن شعر الإسلاميون بخسارة التأييد الشعبى، نتيجة لمناوراتهم السياسية، وبعد استبعاد اثنين من أبرز المرشحين الاسلاميين للرئاسة، واستعدت جماعة الإخوان المسلمين للموقف بمرشح بديل، لكنها مازالت محبطة لأنها لم تترجم فوزها فى الانتخابات البرلمانية إلى سلطة سياسية. ويكشف توماس فريدمان، فى صحيفة «نيويورك تايمز»، عن أن العالم العربى، وفى قلبه مصر، بات أكثر تعقيداً عن ذى قبل، وأن عدداً من الدول العربية التى تشهد صحوة جديدة يتطلع إلى الانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، دون التورط فى حكم الإسلام السياسى. وتضيف الصحيفة أنه «بعد إزاحة الطغاة تحاول الأحزاب الإسلامية ملء الفراغ؛ فمصر ليست لديها ثروة نفطية وتحتاج إلى قروض من صندوق النقد الدولى، ولكى تحصل عليها، سيضطر القادة الإسلاميون الجدد إلى خفض الدعم وزيادة الضرائب، لكنهم اعتادوا على تقديم وعود تتحقق فى الجنة وليس على الأرض، ولم يعتادوا التعامل مع الحقائق، فهل هم مستعدون لذلك؟». وتكمل الصحيفة: هل يستطيعون أن يقولوا للناس إن فشل الرأسمالية فى العالم العربى فى السنوات العشرين الماضية كان سببه الفساد والمحسوبية، وإن الحل لا يكمن فى العودة إلى الاشتراكية، وإنما فى تطبيق الرأسمالية على أسس أفضل هى اقتصادات تقوم على قواعد سوق صحيحة، والتركيز على توسيع الصادرات، وفق حكم حقيقى للقانون، وشبكات أمان واضحة؟ وفى «لوس أنجلوس تايمز» يرصد جيفرى فلايشمان التهديد الذى بات يمثله المرشح الرئاسى عبدالمنعم أبوالفتوح لمرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسى، وتوضح الصحيفة أن أبوالفتوح يتمتع بدعم سلفيين وليبراليين وحتى الجماعة الإسلامية، كما تربطه علاقات جيدة بكثير من السياسيين، متفوقاً فى شعبيته على مرشحها محمد مرسى. وتقول الصحيفة عن دعم حزب النور السلفى ل«أبوالفتوح»: إن ذلك يمثل نقطة تحول كبيرة؛ فالحزب بطبيعته يقترب من أفكار جماعة الإخوان المسلمين أكثر من أفكار أبوالفتوح، لكن السلفيين فضلوا دعمه، نكاية فى جماعة الإخوان. وتضيف أنه رغم اعتراف أبوالفتوح مؤخراً بأنه لم يكن مهتماً بالاقتصاد بدرجة كافية، فإنه يعوض ذلك بالمطالبة بالعدالة الاجتماعية. وعن علاقة المرشح الرئاسى بالقوات المسلحة، تؤكد الصحيفة أن أبوالفتوح لا يغلق باب المواءمات مع الجيش، بدلاً من الدخول فى صدام طويل معه.