"الأوسكار".. كانت ولا زالت الحلم الأعظم لكل صانع فن، هي الكأس المقدسة التي يحلم كل مبدع بأن يمسسها بيده أو يقبلها بثغر باسم مفتخر، هي ذاك الرجل الأصلع الذي يقف ذهبيًا ضامما ذراعيه في انتظار من يضمه اشتياقا وتيها، ورغم تلك التعريفات عن الأوسكار إلا أنها - وللعجب – واجهت رفضا من بعض الذين استحقوها لأسباب مختلفة، ترصدها "الوطن" في التقرير التالي: دادلي نيكولز يعتبر السيناريست دادلي نيكولز، أول من رفض استلام جائزة الأوسكار، في عام 1935 حين فاز بها عن فيلمه "The Informerk"، ويرجع سبب رفضه استلام الجائزة، وجود خلافات ونزاعات بين الأكاديمية ورابطة الكتاب، آنذاك، ما جعله يرى أن قبوله بالجائزة يعتبر "خيانة وطعنة في الظهر لزملائه الكتاب وأعضاء الرابطة، ما جعله يعيد التمثال الذهبي المرسل من الأكاديمية إلى بينه مرة أخرى رافضا الاحتفاظ به. إنجمار برجمان المخرج السويدي إنجمار برجمان، كان ثاني الرافضين للحصول على جائزة الأوسكار ويرجع السبب لموقفه الواضح تجاه مهرجانات السينما بشكل عام، فأثار ترشيحه للجائزة عام 1960 عن فيلمه "Wild Strawberries" في فئة "أفضل سيناريو"، غضبه فكتب خطاب لرئيس الأكاديمية حينها يعبر فيه عن رفضه لهذا الترشيح. وكتب برجمان، في خطابه أنه "يرفض فكرة الجوائز بشكل عام، ويعتبرها إهانة للعقل"، وطلب من الأكاديمية تجاهله وأفلامه بألا ترشحه لأي جائزة، لكن الأكاديمية رشحته لاحقا ل9 جوائز أوسكار، فضلا عن فوز 3 من أفلامه بجائزة "أفضل فيلم أجنبي"، كما منحت الأكاديمية جائزة شرفية لبرجمان، ولكنه أيضا رفض استلامها. جورج سي سكوت رفض الممثل الأمريكي جورج سكوت، ترشحه لجائزة الأوسكار عام 1971، عن فيلم "Patton"، مرجعا سبب الرفض إلى أنه لا يرى أي منافسة مع زملائه الممثلين، لكن رفضه لم يمنع فوزه بالجائزة، التي تسلمها عنه منتج الفيلم فرانك مكارثي، لكن صمم سكوت على موقفه وطلب إعادة الجائزة إلى الأكاديمية في اليوم التالي. ولم يكتف جورج سكوت، برفض الجائزة، لكنه أيضا وصف الحفل بأنه عبارة عن "عرض تمثيلي"، الهدف منه "الاستفادة المادية فقط لا غير". مارلون براندو مارلون براندو، أو "The Godfather"، من أهم الممثلين في تاريخ السينما العالمية، وصاحب فوزين بالأوسكار لكنه رفضهما، ليكون ثاني ممثل يرفض الحصول على الأوسكار في تاريخ الأكاديمية. ترشح براندو، للجائزة في عام 1973 عن دوره في فيلم The" Godfather"، ورفض براندو الجائز على طريقته الخاصة فلم يكتف بعدم الذهاب إلى الحفل، بل طلب من الممثلة ساشين ليتلفيزر، الحضور محله في الحفل، حتى تصعد على المنصة حال فوزه لتنقل رسالته بأنه لا يرحب بالجائزة بسبب تعنت هوليوود تجاه الهنود الحمر –السكان الأصليون لأمريكا – والتي تنتمي ساشين إليهم. ورغم أنه لم يرفض تكريمه من الأكاديمية عام 1955 عندما فاز بجائزة "أفضل ممثل في دور رئيسي" عن فيلم "On the Waterfront"، لكن مناصرته لقضية الهنود الحمر جعلته يرفض الجائزة في المرة الثانية التي فاز فيها بالجائزة. كاثرين هيبورن الممثلة الأمريكية كاثرين هيبورن، رغم ترشحها 12 مرة وفوزها 4 مرات بالجائزة، إلا أنها لم تتسلم أي جائزة من الأربعة في تاريخها، وبررت موقفها ب"رفضها لفكرة الجوائز من الأساس"، رغم كونها في قائمة الشخصيات الأكثر فوزا والأكثر ترشحا في تاريخ جائزة الأوسكار. وكان الظهور الوحيد لكاثرين هيبورن على مسرح الأوسكار، لحضور حفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والأربعون في عام 1974 لتسليم المنتج لورانس وينجارتن جائزة الأوسكار الشرفية، لأنه أنتج عددا كبيرا من أفلامها. جان لوك جودار ترشح المخرج الفرنسي جان لوك جودار، صاحب الأفلام الفلسفية، لجائزة الأوسكار عام 2011، بإهداء الأكاديمية جائزة شرفية له عن تقديمه لنوع جديد من السينما ملئ بالعاطفة والشغف و المواجهة، وحاول المسؤولين في الأكاديمية التواصل مع جان لوك جودار ولكنه لم يرد عليهم. وقال جودار، في حوار صحفي، أنه يعتقد أن "الجائزة غريبة ولا تعني شيئا، وأنا أتساءل دوما: لماذا أرادوا تكريمي؟ هل شاهدوا أيا من أفلامي من قبل؟ أو حتى سمعوا عما قدمته للسينما؟، وإذا كانوا شاهدوا أفلامي.. فلماذا جاء التكريم الآن؟."، وأشار إلى أنه لا يملك تأشيرة لدخول الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولا يرغب في التقدم للحصول عليها. وودي آلن وودي آلن المخرج والممثل والمؤلف أو"الفيلسوف العبقري"، كما يلقب من محبيه، لم يحضر حفل جوائز الأوسكار حتى في ال4 المرات التي فاز فيها، لكن ظهر في الحفل مرة وحيدة، في عام 2002 بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، واصفا حضوره بأنه "موقف وطني" تجاه بلاده وليس فني. ويرجع سبب رفض آلن للجائزة، بأنه لا يحب الجوائز ولا يحب المنافسة، فهو يرى أن السينما وجدت للاستمتاع بها، وليس الدخول في صراعات ومنافسات مع الآخرين.