قال الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية، إن الحقائق الإيمانية والقيم الإسلامية الحضارية تؤكد سماحة الإسلام ونظرته الموضوعية لهذا العالم الذي يشتمل على أتباع الأديان والمذاهب والأفكار المختلفة، فمنذ أن أقام النبي (صلى الله عليه وسلم) دولته في المدينة، لم تكن رعية هذه الدولة مقصورة على المؤمنين بالإسلام بل كانت هناك تعددية، فقد عايش الإسلام أصنافًا شتى من الطوائف والملل والنحل والأديان والعقائد، وعايش أهل الكتاب وغيرهم من المشركين وعبدة الشمس، والكواكب، عايش البوذية والكنفوشية والهندوسية وغير هؤلاء. وأضاف، خلال كلمته بجلسة حوار الأزهر والفاتيكان اليوم تحت مسمي "دور الأزهر الشريف في مواجهة ظاهرة التعصب": دعا الإسلام إلى الإحسان إليهم في المعاملة والمعاشرة، والتودد والبر والإنصاف. وأضاف: لم تكن تعاليم الإسلام مجرد عظات وإرشادات نظرية مجردة، وإنما صيغت في قوالب تشريعية وقانونية لتمارس على المستوى الرسمي في الدولة يُذعن لها المسلمون، ويقضى بها القضاة، ولذا استقر في الفقه الإسلامي أن تعامل المسلمين مع غيرهم من أصحاب الأديان الأخرى وغيرهم ليس حرامًا ولا كفرًا، والإسلام يقرر في أقدس نصوصه "أن المخالفة في الفكر والرأي والعقيدة والدين والمذاهب لا تستلزم العداوة والعدوان بأي شكل، ولا ينبغي أن تحول بين المسلم وبين أن ينشر المعروف ويفعل الخير مع من استطاع وأينما حلّ، والإسلام أقرّ مبدأ الحوار بين المسلمين وأصحاب الديانات السماوية وغير السماوية وبين أن العدل والتسامح والتعايش السلمي من أسس التعامل مع غير المسلمين".