أوائل يناير الماضى شهدت منطقة المقطم جريمة قتل بشعة.. راح ضحيتها الطفل خالد حمزة محمد زينهم (6 سنوات) بالصف الأول الابتدائى.. تم العثور على جثته داخل جوال ملقى فى منطقة جبلية بجوار مساكن «صبحى حسين». وكشفت معاينة الجثة عن أنها مبتورة القدم اليسرى بالفخذ والعضو الذكرى.. ومذبوحة من الرقبة.. ووجود الأمعاء خارج الجسم، والدماء لم تتجلط بعد.. مما يدل على أن جريمة القتل وقعت قبل ساعات من العثور عليها.. تحرر المحضر رقم 158 جنح المقطم، وأخطرت النيابة العامة التى أمرت بتشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة، وصرحت بدفن الجثة وأمرت المباحث بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة وضبط الجناة. والد القتيل قال أمام النيابة: «خالد خرج مع شقيقه إبراهيم لكى يلعب فى محل للكمبيوتر.. ورفض الرجوع مع شقيقه.. وفى ميعاد الغداء نزل شقيقه لكى يحضره.. وأخبرنى بأنه لم يجده فى الشارع.. ومن هنا بدأت المعاناة فى رحلة البحث عنه. ذهبنا إلى منطقة السيدة عائشة -الكلام للأب- واتصلنا بكل أقاربنا لكن دون جدوى، ثم اتجهنا إلى القسم وطلبنا عمل محضر تغيب ولكنهم قالوا لا بد من مرور 48 ساعة على الغياب، وهاتوا 4 صور للمتغيب، وبالفعل ذهبنا وواصلنا رحلة البحث عنه وبعد يومين اتصل بى شقيق زوجتى وأخبرنى بأنه تم العثور على ابنى، وكنت فى قمة السعادة، وطول الطريق وأنا أفكر كيف أعاقبه على ما فعله وهل أستطيع أن أضربه لما صدر منه أم أن قلبى لن يطاوعنى!! وعندما وصلت أخذنى إلى منطقة جبلية بجوار مساكن صبحى حسين، ووجدت الحكومة وناس كثيرة واقفة ووجدت زوجتى على الأرض فى حالة انهيار، وعرفت أنه مات، وكانت المفاجأة عندما كشفت لى الحكومة جثته، حيث وجدت أن الموضوع ليس وفاة بل قتل وتمثيل بجثته، والسبب حتى الآن غير معلوم هل هو قتل من أجل الأعضاء، أم قتل بعد الاغتصاب، والنيابة قالت إن الحقيقة سوف تظهر بعد تقرير الطب الشرعى». ميرفت حسن محمد (40 سنة)، والدة الضحية، قالت: خالد قبل الواقعة بيومين كان مقيماً عند عمته.. وقال لها عايز أشوف ماما عشان وحشتنى قوى.. وأحضرته لنا.. وأول حاجة قال لى أنا طلبت منك مكرونة بالبشاميل كتير وانت مش عايزة تعمليها.. وعدته أن يوم الأربعاء هاعملها.. . وأول ما قام من النوم يوم الأربعاء قال لى النهارده هتعملى المكرونة.. ورديت «على الغدا».. وكان كل شوية لما وجدها فى الفرن يسألنى لسه يا ماما.. طلبت منه أن ينزل مع شقيقه يلعب شوية لغاية ميعاد الغداء.. ومن وقتها لم أرَه سوى جثة فى جوال. وبمعاينة النيابة للجثة تبين أنها لطفل ذكر حليقة الرأس وبها آثار تعذيب بالنيران فى أماكن متفرقة من الجسم، والأمعاء خارج البطن وعدم وجود القدم اليسرى بالفخذ والعضو الذكرى، وأمرت بأخذ مسحة من فتحة الشرج لمعرفة إذا كان الضحية تعرض للاغتصاب قبل القتل أم لا، بالإضافة إلى أخذ العينات التقليدية وإرسالها للمعمل، لكشف الغموض الذى يخيم على الواقعة. وكشفت تحريات المباحث أن أحد سكان منطقة صبحى حسين بالمقطم أثناء لهو نجله بالكلب الخاص به، وجده يحاول فتح جوال ملقى على الأرض بالمنطقة الجبلية، وعندما ذهب إليه وفتح الجوال وجد الجثة وأخبر قسم شرطة المقطم، وبمناظرة الجثة تبين أن جريمة القتل نفذت منذ ساعات قليلة من العثور عليها. وفحصت المباحث بقيادة اللواء جمال عبدالعال مدير الإدارة العامة للمباحث قرابة 300 شخص من المشتبه فيهم وأيضاً تم احتجاز 58 مسجل خطر إلا أن المباحث لم تتوصل للفاعل، وأرسلت مذكرة للمستشار المحامى العام الأول تتضمن «التحريات لم تستدل على المتهم، ولم تتوصل إلى مرتكبى الواقعة»، فقررت النيابة العامة حفظ القضية وقيدها «ضد مجهول».