سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شيخ قبيلة أولاد موسى : محاجر الملح نعمة من الله .. و"الفتوى السلفية" أثارت الفتنة داخل "الواحة" وأدعو رجال الدين والسياسة إلي وأدها «عمر الراجحى»: الدولة شجعت أهالى «سيوة» على بيع الأراضى للمستثمرين وعندما ظهرت محاجر الملح لم ينتفعوا بخيرها
طالب عمر الراجحى، شيخ قبيلة أولاد موسى، بواحة سيوة، كبار رجال الدعوة السلفية فى مصر ورجال السياسة فى محافظة مرسى مطروح، بالتدخل لوأد فتنة «الفتوى السلفية» التى تجيز جمع أموال وتبرعات من مناجم الملح فى الواحة، على اعتبار أن ما يستخرج منها يخضع لزكاة «ركاز الأرض»، وتوضيح الصورة بشكل صحيح، خصوصاً أن أحد مشايخ الدعوة السلفية فى الإسكندرية أنكر تلك الفتوى. وكانت فتوى سلفية قد أدت مؤخراً إلى حالة من التوتر، سيطرت على أهالى الواحة والمستثمرين فى تلك المناجم، الذين اشتروها فى وقت سابق، على اعتبار أنها أراضٍ للاستصلاح والزراعة، إلى أن أصبحت أرضاً ملحية، وتحولت إلى مناجم ملح، فطالب الأهالى بالانتفاع بها وأن يعم خيرها عليهم، ووقعت اشتباكات بين شباب الواحة والقائمين على المناجم أسفرت عن إصابة 6 من أبناء سيوة. وقال الشيخ الراجحى، ل«الوطن»، إن «محاجر الملح الموجودة فى سيوة نعمة من الله لأهلها منذ زمن بعيد، وتمثل منفعة لكل أهل الواحة، حيث يستخرج منها الملح الخام، وتدخل أجزاء أخرى منها فى صناعات عديدة»، موضحاً أن مشاكل أراضى سيوة بدأت منذ سنوات عديدة، حيث ورثها أهالى الواحة عن آبائهم وأجدادهم، وبدأوا فى بيعها للمستثمرين كأراضٍ زراعية، على أن يأتوا لاستصلاحها والاستثمار فيها، وفى عام 1996 كانت عملية البيع على أشدها، خصوصاً أن نظام وضع اليد فى سيوة يحدد الملكية، فلا يملك أى شخص أكثر من 3 آلاف فدان، ولا أكثر من بيت واحد، وكان المستثمر يذهب إلى محافظة مطروح عقب شراء الأرض لتقنين أوضاعه معها، واستخراج التراخيص اللازمة لاستصلاحها. وأضاف الشيخ الراجحى: «تلك الأراضى باعها الأهالى بتشجيع من الدولة، التى كانت تتقاضى رسوماً، حتى كان أغلبها مبيعاً فى عام 1996، لكن فى منتصف عام 2011 بدأت تظهر على أجزاء من الأراضى أملاح، وتحولت إلى أرض ملحية، وعندها أصبح أهالى سيوة غير منتفعين من هذا الخير الذى وهبه الله لتلك المنطقة». وأشار إلى أن الأزمة التى تفاقمت الأيام الماضية، وأصيب على أثرها 6 من أبناء سيوة، بدأت فى أواخر عام 2011، عندما اعتصم عدد من الأهالى فى الأراضى الملحية، طالبين الاستفادة من خيرها، وقام بعض المستثمرين بتسوية الموضوع مع المعتصمين، ومنحوهم جزءاً من الأرض، وظهرت بعدها فئة أخرى، طلبت إنشاء شركة حتى يستفيد من تلك المحاجر كل أبناء سيوة، وعقدنا اجتماعاً موسعاً ضم كل المشايخ، من 11 قبيلة فى الواحة، واتفقوا على إنشاء شركة مساهمة تحت اسم «شركة سيوة الأهلية لمناجم الملح»، كما اتفقوا على أن يعمل الأهالى فى البحيرات العامة بالواحة، ويستفيدوا منها، حتى ولو كان بها مستثمرون، عليهم أن يخرجوا منها، ويتركوها لأهلها، وفى المقابل يتبرع أصحاب الأراضى التى يوجد بها ملح بقيمة جنيه واحد عن كل طن ملح، وهناك عدد من المستثمرين تبرعوا بمساحات من الأراضى للأهالى، ومع ذلك مرة أخرى لم يرضَ مجموعة من شباب أهل سيوة بهذا الحل، وطالبوا بمساحات أكبر من الأراضى، واعتصموا أمام مجلس مدينة سيوة منذ 4 شهور». وتابع الراجحى: «إن عدداً من الشباب توجهوا بعدها إلى لجنة عمداء المشايخ بمرسى مطروح، وجاءت لجنة إلى الواحة ومعها عقيد من المخابرات الحربية، ونحن كمشايخ الواحة أوضحنا لهم أننا حاولنا وضع حل مناسب لجميع الأطراف ولكن البعض لم يقبل به، فقامت اللجنة بالاجتماع بكل من المستثمرين والشباب وأقرت أن يتبرع المستثمرون بألفى فدان من الأراضى، وأن الأطنان التى تم تشوينها يدفع على كل طن جنيه واحد، والجميع وافق وأيد هذا القرار». وأوضح شيخ «أولاد موسى»، أنه حتى هذا الحل لم يرضِ الشباب بعد ذلك، فطلبوا اللجوء إلى لجنة شرعية تحسم الأمر، ونحن كمشايخ وافقنا، وبالفعل تم تشكيل لجنة اجتمعت فى بيتى، وسمعنا كل الأطراف، وقلنا للجنة الشرعية نحن على استعداد أن نوافق على أى حل يرضى الناس، وجاءت اللجنة منذ أسبوعين، وأعلنت فتواها عقب صلاة الجمعة، قائلة: إن الأرض أرض الله، ولا سلطان لأحد عليها. وهو ما لم يرضَ به المستثمرون. توجه مجموعة من الشباب منذ 4 أيام وأوقفوا السيارات المحملة بالملح، ووقعت الاشتباكات بينهم وبين أصحاب الأراضى، ما أدى إلى تفاقم هذه المشكلة بشكل سىيئ وغير مسبوق فى واحة سيوة». وأشار الراجحى إلى أن جميع المشايخ ولجنة عمداء المشايخ بمرسى مطروح يعملون الآن على حل المشكلة، مضيفاً: «أدعو كبار رجال الدعوة السلفية فى مصر ورجال السياسة فى محافظة مرسى مطروح، إلى وأد هذه الفتنة وتوضيح الصورة بشكل صحيح، خصوصاً أن أحد مشايخ الدعوة السلفية فى الإسكندرية أنكر هذه الفتوى وقال إنها لا تجوز شرعاً». أخبار متعلقة: «الوطن» في «أرض الملح» : فتنة «الدعوة السلفية» تضرب سيوة