"عائلة فنية جدًا"، لقب تستحقه عن جدارة عائلة "السندريلا"، المعجونة بماء الفن والإبداع، التي شربتها منهم "سعاد حسني"، فخرجت للجمهور نجمة شاملة في التمثيل والغناء والاستعراض، لم تضاهيها في موهبتها أي فنانة أخرى، أكثر من نصف قرن، وما زالت أغانيها وقفشاتها وشقاوتها باقية، وبريقها يخطف الجمهور من مختلف الأعمار والأجيال. والد "السندريلا" خط أفيشات وإطارات الأفلام الصامتة.. وشارك في زخرفة المسجد الأموي وكسوة الكعبة "سعاد محمد كمال حسني"، التي ولدت في حي بولاق بالقاهرة، تنحدر من عائلة دمشقية، فالأب "محمد"، رغم أنه لم يكن ممثلًا أو موسيقيًا، فكان يبدع في مجال آخر، وهو "الخط العربي"، بل كان أشهر خطاطي جيله في الشام، وجاء إلى مصر عام 1912 في المعهد الملكي للخط العربي. "محمد حسني البابا"، الذي يعتبر من رواد فن الخط العربي، ذاع صيته أيضًا في مصر، وكتب الآلاف من أفيشات وإطارات تترات "الأفلام الصامتة"، كما خط كتب وعناوين صفحات الجرائد وغيرها من المطبوعات، بل عمل أيضًا في كتابة البطاقات الشخصية والتجارية، لعدة أشخاص بارزين، منها رئيس الوزراء المصري، إسماعيل صدقي، ويوسف خميس الفقار، والد الملكة فريدة وغيرهما، ومن أبرز أعماله على الإطلاق كتابة خطوط الجامع الأموي في دمشق عند تجديده، بالإضافة إلى تخطيط وزخرفة كسوة الكعبة المشرفة. عم "سعاد حسني" ممثل سوري كوميدي وشقيقتها "نجاة" لحنت لها "صغيرة على الحب" والأخ الأكبر لحن أغاني ل"شادية" و"ليلى مراد" ورغم أن الأب، احترف فن "الخط العربي"، كان للجد "حسني البابا"، والذي اقترن اسمه باسم "سعاد" الفني، باع طويل بالغناء، حيث كان أحد أشهر المطربين في "دمشق"، قبل مجئ العائلة إلى مصر. مواهب العائلة المتنوعة، لم تقف عند الأب والجد، فالعم "أنور البابا"، احترف التمثيل، وكان واحدًا من الفنانيين السوريين المعروفين في الفترة من عام 1939 وحتى عام 1991، وقدم العديد من الأفلام والأعمال الدرامية على شاشة اسلينما والتلفزيو، منها: "حمام الهنا، غرام المهرج، الحسناء وقاهر الفضاء، ذكرى ليلة حب"، إلا أنه اشتهر بشخصية مفضلة ومحببة إلى الجمهور السوري والعربي، وهي شخصية "أم كامل"، والتي من حب الناس لها، نسوا اسمه وصاروا يلقبونه ب"أم كامل"، وقدم بها سلسلة من الأفلام والمسلسلات، منها، "أبو صياح الثاني عشر، امرأة تسكن وحدها، أنت عمري، نور وظلام"، بل أن الشخصية اشتهر بها في مصر أيضًا، حين قدمها في فيلم "إسماعيل يس للبيع". 16 أخًا وأختًا ل"سعاد محمد حسني البابا"، التي كان ترتيبها العاشر بينهم، عمل منهم بالوسط الفني، المطربة "نجاة الصغيرة"، أختها غير الشقيقة، والتي قدمت في مسيرتها الغنائية أكثر من 115 أغنية، منها ومن أبرز أغنياتها: "دوبنا يا حبايبنا، وشكل تاني، ولا تكذبي، وأما براوة، وأنا بعشق البحر، وعيون القلب"، كما مثلت في 13 فيلمًا، لعل أبرزها على الإطلاق "الشموع السوداء"، وجمعها لقاء فني وحيد بالسندريلا، عندما شاركت "نجاة" في تلحين جزء من أوبريت فيلم "صغيرة على الحب". ولم تكن "نجاة"، هي الشقيقة الوحيدة ل"السندريلا"، التي عملت في الوسط الفني، بل كان شقيقها الأكبر عزالدين حسني، واحدًا من كبار الملحنين، وغنى من ألحانه الكثير من المطربين والمطربات منها "على طرف جناحك يا حمام، وحقك علي وسامح، وفي يوم واحد، لشقيقته نجاة الصغيرة، والأسمر في كل مكان لشادية، ويا بخت المرتاحين، وأحلف لك وأشكيلك لسعاد محمد، ولأ ما تغيرش لليلي مراد، وأنا حرة لهدى سلطان"، كما كان شقيقه سامي حسني عازفًا على آلة "التشيلو"، وليده مواهب أخرى كمصمم مجوهرات وخطاط.