بقلب مكلوم، وأنين مسموع، ولهجة شامية، جلس باكياً أمام الكاميرات يروى: «إحنا ثورتنا مش عشان خبز ولا جوع.. إحنا ثورتنا ثورة كرامة وحرية»، الرجل الستينى نزح إلى مصر إجباراً هو وعائلته المكونة من 12 فرداً، بعدما أقنعهم «صهيب»، أحد أفراد العائلة، بضرورة الهرب، بينما حمل الشاب روحه على يديه، منتظراً الاستشهاد بين صفوف الجيش السورى الحر، الأخ الأصغر ل«صهيب» يجلس على سلالم أحد العقارات دامعاً: «خربوا بيتنا.. خربوا بيتنا».. مشهد ممزوج بصور وثائقية للحرب فى سوريا: «مشكلتنا كمصريين إن إحنا عملنا ثورة وانشغلنا بالسياسة ونسينا دعم الثورات التانية».. كلمات قالها الزمخشرى عبدالله، مخرج أول فيلم مصرى سورى: «فكرة علاء شنانة.. اللى قابلته وكان بيحكيلى عن اللى بيحصل فى سوريا وقررنا إننا نجسد معاناة السوريين فى مصر ودمشق عن طريق عائلة». تجلس خطيبة «صُهيب» على الأرض فى انتظار أن يرن هاتفها المحمول، فى الوقت الذى يسير فيه طفل مُغنياً: «يا دنيا ظلمانى والشبيحة دبحونى». «الدم الحر» الذى يُعد التجربة السادسة لمخرج الفيلم فى مجال السينما ما بين تسجيلية وروائية، مدته 50 دقيقة، يُصور الانتهاكات التى يتعرض لها الشعب السورى يومياً على يد الميليشيات المنظمة التابعة لبشار الأسد، علاوة على ما يتضمنه الفيلم من مشاهد أرشيفية لواقع الحرب الدائرة بين قوات بشار الأسد وقوات الجيش الحر. تم تصوير الفيلم بأسلوب ال«ديكودراما»، يجمع بين الوثائقى والدرامى، يؤكد «الزمخشرى» أنه صنع بالجهود الذاتية «مش مستنيين حاجة من حد.. إحنا بس يهمنا إن الموضوع يوصل لكل الناس».. مستنكراً ما يُثار حول الجيش الحر: «النظام دلوقتى بيتهمهم إنهم عاوزين يخربوا البلد.. زى ما نظام مبارك كان بيتهمنا بالظبط إننا مخربين».