رغم اهتمام الرئيس مرسى منذ توليه حكم مصر بسائقى التوك توك الذين ذكرهم فى أولى خطاباته، فإن على الزهيرى، 36 عاماً، سائق توك توك، فى مدينة إيتاى البارود فى البحيرة، أعلن عصيانه على حكم مرسى وجماعة الإخوان المسلمين ووضع صورة مبارك على التوك توك الخاص به وكتب عليها «التاريخ سيشهد، والأيام ستشهد». الرجل الثلاثينى شكا كثيراً من تدهور الأوضاع الاقتصادية فى مصر عامة وفى مدينته خاصة، فهو وزملاؤه من سائقى التوك توك يواجهون عقبات وصعوبات كثيرة للحصول على الرزق، محملاً مرسى مسئولية التدهور الذى تعيشه البلاد سياسياً واقتصادياً. مؤهل متوسط وخبرة غير كافية بسوق العمل اضطرا «الزهيرى» إلى شراء توك توك والعمل عليه لتوفير نفقات لزوجته وأولاده الثلاثة، ولكن بعد الثورة تغير الحال وأصبحت مهنته لا توفر له الحد الأدنى من طلبات بيته، كما أن الانفلات الأمنى الذى أعقب ثورة 25 يناير أثر على عملهم بشكل كبير «أنا علقت صورة مبارك على التوك توك بعد أن عجزت الحكومة الحالية عن توفير أول شىء يضمن حياة كريمة للإنسان وهو الأمن، فالبلطجية ينتشرون بالشوارع، وهو ما يجعلنا نخشى السهر بالليل خوفاً من تعرضنا للسرقة، فالبلطجية يسطون على أموالنا وعلى التوك توك أيضاً، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ بإيرادات السائقين اليومية. مثله مثل غيره من المواطنين المصريين، فرح «الزهيرى» بنجاح مرسى فى الانتخابات الرئاسية على منافسه الفريق أحمد شفيق، وزادت فرحته بعد أن أولى الرئيس مرسى اهتماماً خاصاً بسائقى التوك توك ووعد بتقنين أوضاعهم، لكنه لم يكن يتوقع أن الفرحة ستزول سريعاً، وأن الذين انتخبوا مرسى هم من ندموا بعد ذلك على انتخابه، بعد أن تسببت سياساته وحكومته فى تردى الأوضاع الأمنية والاقتصادية: «إذا كان مبارك وحكومته حرامية فعلى الأقل كنا عايشين وبناكل بأمان.. المثل بيقولك ادى العيش لخبازه ولو أكل نصه، واحنا ادناه للى مش بيعرف يخبز أصلاً».