انطلقت عدة مظاهرات للقوى المدنية في كل من تونسوفلسطين، للتنديد بالهجمات الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة السورية دمشق، لكن بعض الجماعات الإسلامية تصدت لها وفرقتها بالقوة. ففي مدينة خان يونس بقطاع غزة، فرقت شرطة حركة حماس مظاهرة نظمتها "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، لإدانة الغارات الإسرائيلية على سوريا، واعتدت بالضرب على المشاركين فيها، وأصابت ثلاثة منهم بجروح وفقا لمسؤول بالجبهة. وقال نصر الله جرهون القيادي بالجبهة الشعبية، إن "الجبهة نظمت فعالية تضامنية مع أهلنا في سوريا لإدانة القصف الإسرائيلي، إلا أننا فوجئنا بعناصر الأمن الداخلي يطلبون منا إنهاء الفعالية خلال دقيقتين، ثم هاجمت عناصر شرطة حماس وقوات حفظ النظام المشاركين بالعصي والهروات"، مؤكدا وقوع ثلاث إصابات على الأقل نُقلوا لمستشفى ناصر جنوبغزة. وقال مصور وكالة فرانس برس، الذي كان متواجدا بمكان الحادث، إن "عناصر الأمن الداخلي التابعين لحماس فرقوا نحو 50 مشاركا في الفعالية، واعتدوا بالضرب على بعضهم، كما طلبوا من المصورين مغادرة المكان". وأصدر تنظيم "السلفية الجهادية" في فلسطين بيانا، أكد فيه أن قوات ما يسمي ب"الضبط الميداني" التابعة لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أطلقت النيران على مجموعة من الجهاديين وأصابت أحدهم وألقت القبض عليه، واقتيد لجهة غير معلومة. وفي مدينة بنزرتالتونسية، نظمت بعض القوى ذات التوجه القومي واليساري مسيرة لرفض الهجمات الإسرائيلية على سوريا، لكن عناصر ملتحية، قيل إنها سلفية، تدخلت لفض المسيرة بالقوة. وفي اتصال هاتفي ل"الوطن"، أكد القيادي بحركة "نداء تونس" عادل الشاوش، أن المسيرات جاءت للتعبير عن رفض العدوان الصهيوني على سوريا، لكن مجموعة من السلفيين، جهاديين في الأغلب، اعتدوا على المتظاهرين بالعصي والهراوات لفض المسيرة. وأوضح أن السلفيين اعتدوا عليهم لأنهم اعتبروهم يدعمون "الطاغوت"، أي الرئيس السوري الذي يرتكب المجازر اليومية بحق شعبه، مضيفا: "ونتيجة لهذا، اضطرت قوات الأمن للتدخل لفض الاشتباكات مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع". وفي سياق مختلف، ترددت أنباء في تونس عن تهديد وزير الداخلية لطفي بن جدو بالاستقالة، تضامنا مع قوات أمنية طالبت بسن قوانين تحميها في مواجهة الارهابيين، وهي المقترحات التي تجاهلها علي العريض رئيس الوزراء التونسي.