أبدى عدد من السياسيين مخاوفهم من عدم قبول «الإخوان» بنتيجة الصناديق، فى أى انتخابات مقبلة، إذا جاءت بما لا تشتهى الجماعة، التى ترى الديمقراطية «اتجاهاً واحداً» فقط، مؤكدين أن التنظيم قد يلجأ للعنف ومقاومة «السلطة الجديدة»، حال سقوطه، بدعوى «عدم شرعيتها». وقال الدكتور أحمد دراج، وكيل مؤسسى حزب الدستور القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، إن جماعة الإخوان لن تقبل بنتائج الصندوق حال فشلها فى الحصول على الأغلبية البرلمانية، أو حصد المقعد الرئاسى مستقبلاً، لأنهم فصيل إقصائى لا يقبل بقواعد العملية الديمقراطية، ودائماً ما يرى أن الصواب هو رأيه فقط بينما يعتبر كافة أطياف المجتمع مخطئين. وأضاف «دراج» أن التاريخ الحديث يكشف المنهج الإخوانى المؤيد للعنف المسلح من خلال عملية اغتيال النقراشى، رئيس الحكومة قبل ثورة 1952، فضلاً عن محاولة اغتيال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بعدها فى ميدان المنشية بالإسكندرية، ومن ثم الانقلاب على الرئيس الراحل أنور السادات واغتياله فى مطلع الثمانينات، فضلاً عن ممارسات الأشهر القليلة الماضية التى أعقبت تولى الرئيس محمد مرسى مسئولية البلاد، سواء من خلال إصدار الإعلان الدستورى أو محاصرة المحكمة الدستورية العليا ومنع القضاة من ممارسة مهامهم، ما يؤكد أن «الإخوان» لا تحترم الشرعية. وقال نبيل نعيم، زعيم تنظيم الجهاد الإسلامى، إذا أجبرت الانتخابات الإخوان على الرحيل عن السلطة سيقاومون بكل السبل، فرغبتهم فى عدم ترك الحكم قد تجعلهم يفعلون كل شىء من أجل عدم ترك المنصب. وأضاف «نعيم» أن «الإخوان» ستقف ضد معارضيها، بكل الطرق، وعلى رأسها الأخونة، فالمناصب بدءًا من رئيس الحى حتى رئيس الوزراء للإخوان فحسب، وربما يستخدمون جماعات أخرى من أجل تخويف الناس بما قد يحدث بعدهم من عنف وتدمير، لإشعار الرأى العام بهذا العنف الدامى. وقال الدكتور عمر غازى، مدير مركز الدين والسياسة، إنه من الصعب جداً التكهن بسيناريو رحيل الإخوان عن طريق الصناديق وتبعاته المحتملة، ولكن عودة الجماعة لممارسة العنف ضد خصومها لن تكون بشكل مباشر على أى حال، بل ربما يلجأون إلى «وكلاء» عنهم بحجة المؤامرة والتزوير لإسقاط المشروع الإسلامى. واعتبر الدكتور جمال سلامة، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أن «أعضاء التيار الإسلامى وعلى رأسه جماعة الإخوان لن يقبلوا بنتائج أى انتخابات إن لم يحصلوا على أغلبية الأصوات من خلالها»، مضيفاً: أعتقد أن «الإخوان» ستلجأ للانقلاب على هذه الانتخابات إذا فاز التيار المدنى بأغلبية أصوات المصريين. وشدد «سلامة» على أن «الرئيس مرسى سيتدخل بشكل أو بآخر فى مجلس النواب إذا حصد التيار المدنى أغلبية برلمانية، سواء بالتحايل على القانون وإصدار قرار بحل المجلس، أو بالتدخل المباشر فى أعماله بشكل يؤثر سلباً على المهام المنوطة به، وقال: إذا خسرت جماعة الإخوان الانتخابات الرئاسية، فستعلن القوى الإسلامية عن كفرها بالديمقراطية وبنتائج الانتخابات من خلال التظاهر.