«حرب تطهير الإعلام» أعلنها الشيخ حازم أبوإسماعيل أمام مدينة الإنتاج الإعلامى فى الثامن من ديسمبر 2012، حيث حاصر المدينة أنصار أبوإسماعيل ودخلوا فى اعتصام 5 نجوم، تُبنى فيه المراحيض وتُنحر له الذبائح، بل وتُشيد الغرف لاستضافة الأخوات المعتصمات حمايةً لهن من برد الشتاء. وطوال شهر من اعتصام «حازمون» تحول المشهد أمام مدينة الإنتاج إلى سوق عشوائية تناثرت فيها الخيام والذبائح والولائم لتختلط بالمشهد العبثى لبناء دورات المياه ونقاط التفتيش التى توقف مرتادى المدينة للتأكد من هويتهم، وبعد الانتهاء من استجمامهم اليومى يقضون الليل فى الهتاف والمطالبة بتطهير الإعلام رافعين شعارات «اعتصام اعتصام.. حتى تطهير الإعلام». ولم يكتفوا بذلك، بل جنح أنصار أبوإسماعيل نحو تخوين الإعلاميين ورموز العمل الوطنى ووصفوهم بعملاء تل أبيب والأمريكان، ووصل الأمر إلى محاولات الاعتداء على الإعلاميين مهددين باقتحام الاستديوهات إذا أمر الشيخ «حازم» وسط تجاهل تام من الحكومة والرئاسة. وبعد 70 يوماً فقط من إنهاء حازم وأنصاره حصار المدينة الذى استمر أكثر من شهر فى إقامة كاملة، عاد أنصار التيار الإسلامى عقب خطاب مطول للرئيس مرسى فى مؤتمر قضايا المرأة وجه فيه أصابع الاتهام الشهيرة للإعلاميين وقادة المعارضة متهماً إياهم بالتحريض والإفساد، وأعطى الإشارة لممثلى التيارات الإسلامية لمعاودة الهجوم على الإعلاميين فى المدينة بشكل أكبر وأكثر عنفاً، وتعامل أنصار وأعضاء التيار الدينى مع زوار المدينة وكأنهم جيوش الكفر والضلال لمجرد كشفهم للحقائق واستبداد النظام الحاكم. وقضى المحاصرون للمدينة ليلتهم أمام مداخل ومخارج المدينة ومحيط فندق موفنبيك يصولون ويجولون فى انتظار فرد واحد من «جيش العدو»، حتى إذا كان عامل نظافة أو فنى استديو. الإعلامية ريهام السهلى تعرضت للاعتداء داخل سيارتها من قبل المتظاهرين وتم تحطيم الزجاج الخلفى لسيارتها دون إصابتها لتكتفى بتحرير محضر بالواقعة، كما نجا حسين عبدالغنى، المتحدث الإعلامى باسم جبهة الإنقاذ، من موت محقق بعد أن حطم المتظاهرون سيارته أمام المدينة، وتعرضت أيضاًً مارجريت عازر السكرتير العام لحزب «المصريين الأحرار» للاعتداء اللفظى من قبل محاصرى المدينة بعد أن فشلت محاولات إجبارها على النزول من سيارتها أثناء خروجها. ولم يسلم حافظ أبوسعدة المحامى والناشط الحقوقى، من الاعتداءات، حيث تم تكسير الزجاج الخلفى والأمامى لسيارته لإجباره على النزول.. إلا أن السائق استطاع الفرار بالسيارة. وقام المتظاهرون أمام المدينة بتفتيش السيارات أمام بوابتها، ووضعوا حواجز أمام المداخل مرددين هتافات معادية للإعلام، ومعلنين رفضهم مفاوضات الأمن بفض الاعتصام. واستبدل المحاصرون بعض الحروف فى اللافتة المكتوب عليها «مدينة الإنتاج الإعلامى» بحروف أخرى لتصبح «مدينة الإنتاج الإسلامى» فى إشارة منهم للسيطرة على المدينة وعدم بث البرامج المضللة -من وجهة نظرهم- مرددين: «من النهاردة اللى هيتكلم هنفصل دماغه عن جسمه»، وكتب المتظاهرون على الرصيف أمام المدينة «هنا حظيرة الخنازير».