أفاد شهود وفصيل متمرد أن متمردين سودانيين شنوا اليوم، هجوما غير مسبوق على مدينة أم روابة في ولاية شمال كردفان التي ظلت في منأى نسبي من المعارك في دارفور وجنوب كردفان. وقال سكان في أم روابة إن مجموعة غير معروفة من المتمردين دخلت صباحا هذه المدينة على متن نحو عشرين آلية، مطلقة النار في الهواء ومحدثة حالة من الهلع في صفوف السكان. وأضافت المصادر نفسها أن المجموعة لم تصادف أي مقاومة لدى وصولها، رغم أن أحد الشهود أكد أنه شاهد "طائرات من دون طيار" تحلق في أجواء المدينة، الثانية من حيث الأهمية في ولاية شمال كردفان. وقال أحد السكان "المتمردون بدأوا بنهب السوق، ولا نعلم إلى أي فصيل ينتمون". من جهتها، أكدت حركة العدل والمساواة، وهي فصيل متمرد في إقليم دارفور، أن قوات من الجبهة الثورية السودانية شنت "هجوما في العمق" على شمال كردفان وذلك ردا على الضربات الجوية التي شنها الجيش السوداني. وقال المتحدث باسم حركة العدل والمساواة جبريل آدم "هذه العملية جزء من استراتيجيتنا لإسقاط النظام". وأوضح أن القوات المتمردة المعنية انسحبت من أم روابة لكنها تمركزت حول المدينة وقطعت إحدى الطرق. ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد أن المتمردين "دمروا أبراج الاتصالات ومحطة الكهرباء ونهبوا ممتلكات المواطنين ومحطة للوقود". وأضاف أن "القوات المسلحة تتصدى لهم والقتال مازال يدور غرب المدينة". والجبهة الثورية السودانية تحالف يضم حركات دارفور الرئيسية (العدل والمساواة وتحرير السودان، مناوي وتحرير السودان، عبد الواحد نور، إضافة للحركة الشعبية لتحرير السودان، شمال السودان) التي تقاتل الحكومة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأسفرت الحرب الأهلية في دارفور عن 300 ألف قتيل وتسببت في نزوح 1,8 مليون شخص منذ العام 2003، وفق الأممالمتحدة، في حين تتحدث الخرطوم عن عشرة آلاف قتيل فقط.