اشتعلت المجموعة الرابعة ببطولة يورو 2012، بعد أن حقق المنتخب الفرنسى فوزاً مستحقاً على نظيره الأوكرانى بهدفين دون رد، وفوز المنتخب الإنجليزى على نظيره السويدى بثلاثة أهداف لهدفين، حيث ارتفع رصيد المنتخب الفرنسى إلى أربع نقاط احتل بها صدارة المجموعة بفارق الأهداف عن المنتخب الإنجليزى الذى يمتلك الرصيد نفسه، ويأتى من خلفهما المنتخب الأوكرانى صاحب النقاط الثلاث، ثم يتذيل المجموعة المنتخب السويدى الذى هزم فى مباراتين ولم يحصل على أى نقاط. فى المباراة الأولى، التى توقفت قرابة نصف ساعة بسبب الأمطار الرعدية، تمكن المنتخب الفرنسى صاحب الأداء السريع والمتوازن دفاعاً وهجوماً من اختراق الدفاعات الحصينة للمنتخب الأوكرانى عبر هجمتين متتاليتين مع بداية الشوط الثانى، سجلا من خلالهما جيرمى مينيز ويوهان كاباى هدفى الديوك. ويرجع الفضل فى ظهور المنتخب الفرنسى بهذا المظهر القوى الأنيق إلى المدير الفنى لوران بلان الذى اعتمد على خطة هجومية من خلال ريبيرى ونصرى الذى تلاعب بوسط ملعب أوكرانيا ومينيز وكاباى وأمامهم بنزيمة الذى قدم مباراة رائعة، حيث قام بفتح مساحات فى دفاع أوكرانيا وصناعته لهدفى بلاده. ونجح بلان فى فرض سيطرته على وسط الملعب، والحد من خطورة لاعبى أوكرانيا المتمثلة فى تحركات أندريه شيفتشينكو، الذى انخدع الجميع فى تألقه اللافت خلال مباراة الجولة الأولى. وبالنسبة للمنتخب الأوكرانى، فظهر بشكل رائع فى بداية اللقاء، قبل أن يتأثر بانخفاض مستوى اللياقة البدنية بشكل واضح فى الثلث الأخير من اللقاء، وهو ما أثر على الصلابة الدفاعية وخلق ثغرات مر من خلالها الفرنسيون، كما تأثر هجوم أوكرانيا بانخفاض مستوى أندريه فورونين، ويومولينكو لاعبى الوسط المهاجمين وعدم إمدادهما لشيفتشينكو بأى كرات. أما فى المباراة الثانية، التى أرى أنها أفضل مباراة لعبت فى البطولة حتى الآن، لما شهدته من ندية وكرة هجومية وأهداف مميزة، حيث تقدم أندى كارول لإنجلترا فى الدقيقة 23، قبل أن يتعادل جيلين جونسون مدافع الأسود الثلاثة بهدف فى مرمى بلاده فى الدقيقة 46، ثم سجل أولوف ميلبيرج الهدف الثانى للسويد فى الدقيقة 52، لكن فى هذا التوقيت ظهرت الشخصية الإنجليزية، وتكللت تبديلات المدير الفنى روى هودجسون بالنجاح، خاصة ثيو والكوت الذى قلب اللقاء رأساً على عقب، مسجلاً هدف التعادل للإنجليز فى الدقيقة 64، ثم اعتمد على سرعته الفائقة فى التوغل داخل منطقة جزاء السويد، ثم مرر الكرة تمريرة متقنة نحو دانى ويلباك مهاجم مانشستر يونايتد الشاب، الذى أسكنها الشباك بكعب قدمه مسجلاً هدف الفوز لبلاده. وبدا المنتخب الإنجليزى خلال اللقاء أكثر قوة وجماعية، حيث قام ستيفين جيرارد بربط الدفاع بالهجوم، واعتمد على مهارته ودقته فى التمرير الطولى لإرسال كرات ساقطة إلى أندى كارول، الذى انتفض فى كرة الهدف الأول، وعلى الرغم من الاهتزازات فى دفاع الإنجليز ومنها كرة هدف التعادل السويدى، إلا أن خط الدفاع استطاع استعادة تماسكه مع الوصول للدقائق الحاسمة. وكانت أزمة المنتخب السويدى التى أدت لخسارته فى المباراتين السابقتين، أنه لعب فى الثلث الأخير من الملعب على الكرات الموجهة نحو إبراهيموفيتش الذى وقع تحت مراقبة لصيقة طوال أحداث المباراة. وبالنظر إلى الوضع الحالى لفرق المجموعة، يمكن التوقع بصعود منتخبى فرنساوإنجلترا، إن لم تحدث مفاجأة بخسارة أحدهما وضياع بطاقته لصالح المنتخب الأوكرانى المتحفز، الذى سيخوض لقاء إنجلترا بكل قوة.