على أضواء الغرفة الخافتة يتلو الحالم بلقب الشيخ فيما يتلو من الآيات أنه قد «كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ»؛ ما إن انتهى من ورده حتى خرج على أتباعه ينصح ويعظ بأنه «لا يظلم المسلمُ المسلمَ».. ثم يعدد عليهم من مناقبه، داعياً إياهم إلى الاقتداء به، لم يجد فى تاريخه «أشرف» من دوره عندما كان على رأس فريق ينتزعون اعترافات شخص تشككوا فى انتمائه ل«أمن دولة»، وكلما زادت آثار الضرب والدماء السائلة من وجه الضحية المنتفخ من اللكمات، انتفخت أوداجه فخراً. «الاشتراكيون والناصريون اتفقوا مع الفلول على إفشال المشروع الإسلامى الهادف لإعادة الخلافة»؛ بالأمس كان الاشتراكيون والناصريون ضمن من يحملونه فى الميدان ليهتف؛ دفعوه إلى الأمام ولما وصل خاصمهم؛ ومن آياته أنه إذا خاصم، طالب ب«حرس وطنى يحمى الثورة ممن يسعون لإفشال المشروع الإسلامى». هو واحد من الدعاة «الفضائيين» الذى هبطوا على أرض السياسة مع الثورة وبعدها؛ رغبة فى «إقامة دولة الخلافة الإسلامية»، بأخلاق الشيخ المسلم الذى «سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ» ابتز بعض شباب الثورة بفضح أمر «شقة العجوزة اللى كانوا بيسكروا فيها ويجيبوا نسوان»، نموذج للمسلم الذى ليس «بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذىء». نصّب صفوت حجازى نفسه أميناً عاماً لمجلس أمناء الثورة ف «ليس هناك من يستطيع أن ينكر دورى فى الثورة» هكذا صك لنفسه صك الأمانة، ومنسقاً لجلسات الحوار الوطنى؛ فللدعاة مقدرتهم على الحوار، فالداعية يدعو إلى السبيل «بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ»؛ «دكر غصب عن عين أى حد» هكذا يحب حجازى أن يصف نفسه. يلتقط صفوت، ابن محافظة كفر الشيخ، القرائن على نجاح مشروع الإسلاميين ويعيدها إلى الجميع فقال «حينما رأيت مذيعة التليفزيون ترتدى الحجاب علمت أن الإسلام دخل مصر»، وفى أحد مؤتمرات الترويج للمرشح الرئاسى محمد مرسى، انتشى ساعة تلقف الميكروفون «سنقيم الخلافة الإسلامية وعاصمتها القدس». الجماعة التى استعانت به تبرأت من فلتات لسانه. فى تصريحاته الأخيرة، دعا الشيخ حجازى، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، إلى «إنشاء محاكم ثورية»، إذ لا تعارض فى رأيه بين أداء المحاكم الثورية التى يدعو لها، ومهام منصبه كمدافع عن حقوق الإنسان التى من أكثرها بداهة «المتهم برىء حتى تثبت إدانته فى محاكمة قانونية تؤمّن له فيها الضمانات الضرورية لممارسة حق الدفاع. ويحظر إيذاء المتهم جسمانياً أو معنوياً». مع فتح باب الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية السابقة، انضم صفوت حجازى، ذو الخمسين سنة، لذمرة الطامحين فى شغل المنصب، وقتها لقى دعماً من حزب البناء والتنمية، الجناح السياسى للجماعة الإسلامية، غير أن الحزب سحب وعوده بدعم صفوت، فعدل الشيخ عن رغبته فى الترشح؛ مكتفياً بالدعوة إلى الصورة التى ينبغى للمسلم أن يصير عليها.