«أنا ابن السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان» صرخ بها الحاج حمدى صديق فى الوجوه الموجودة بالطابور الممتد من أمام لجنته الانتخابية وحتى حوش المدرسة، فوجئ الرجل العجوز صاحب الجسد النحيل بالأعداد الكبيرة رغم حضوره مبكراً فى اللحظة الأولى لفتح اللجان «انتو جايين هنا تذنبونا ولا إيه.. ده أنا خدمت البلد 18 سنة بحالها عاوزين تتعبونا تانى».. قالها الرجل السبعينى لأحد المتطوعين بتنظيم دخول الناخبين. صلى الفجر كعادته وانطلق لأداء واجبه تجاه الوطن، «التوك توك» الذى حصل على عشر جنيهات كان وسيلته «كنت لازم آجى عشان انتخب شفيق.. أصله كان زميلى فى الجيش».. الرجل الذى عبر فى أكتوبر ضمن سلاح المدفعية يعتبر الفريق الطيار زميلاً له، حيث قضى 20 سنة تحت مظلة القوات المسلحة وهو ما اعتبره كافياً لانتخاب شفيق. يتأزم حمدى من نداءات البعض بسقوط العسكر «لو ألاقى حد منهم هحط صباعى فى عينيه».. ورغم أن معاشه 350 جنيهاً فقط يرضى ابن الفيوم بحاله «أصل أنا بلعب فى الوقت الضايع»، لكنه أصر على الحضور رغم مرضه وتمنى لو جاءت معه رفيقة دربه «بس هى بتمشى بعصاية مابتقدرش».. يدخل اللجنة بجلبابه الأبيض مبتهجاً ويؤدى التحية العسكرية، ثم يبحث داخل البطاقة الانتخابية عن صورة زميله شفيق، ويردد «كده عملت اللى عليا».. ثم يرفض غمس إصبعه فى الحبر الفسفورى فآثاره باقية من المرحلة الأولى.. يهتف فى المستشار: «يعنى أنا هاغشكم يا جدعان».