يسعى المعارضون لإجراء سباق "فورمولا - 1" في البحرين إلى توسيع حركة احتجاجاتهم لتطال المنامة، عبر دعوة أنصارهم إلى السير باتجاه دوار اللؤلؤة، رمز الانتفاضة الشيعية، التي تم قمعها منذ عامين. واستمرت الاحتجاحات التي يشوبها العنف ليلة أمس، في القرى الشيعية المحيطة بالمنامة، وأصيب شخصان بجروح إثر إلقاء قنابل مولوتوف على الشرطة. وأعلنت وزارة الداخلية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "أن اثنين من الآسيويين أصيبا جراء استهداف درويات الشرطة بقنابل مولوتوف على طريق عيسى الكبير في المنامة". وتضاعفت الاحتجاجات ضد السباق من جانب المعارضة الشيعية، في الأيام الأخيرة، في المملكة الخليجية الصغيرة، ضد أسرة آل خليفة الحاكمة، وهم من العرب السنة. ودعت مجموعة سرية متطرفة شيعية، هي "ائتلاف شباب 14 فبراير"، إلى التظاهر، اليوم، في دوار اللؤلؤة في المنامة. وأعلنت هذه المجموعة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "سنزحف نحو عزتنا، موعدنا اليوم مع الزحف الثوري نحو مركز الثورة". وحاول متظاهرون، أمس، الاقتراب من دوار اللؤلؤة، وأقام متظاهرون مخيما لمدة شهر بين فبراير ومارس 2011، قبل أن تفرقهم الشرطة بالقوة. وقال صحفيون كانوا في طريقهم إلى حلبة السباق في الصخير جنوب المنامة، إن الشرطة تطوق الدوار الذي أزيل نصبه وسدت المنافذ إليه بموانع كونكريتية. وانتشرت قوات الشرطة بكثافة حول الدوار والطريق المؤدية إلى حلبة الصخير مزودين مصفحات صغيرة الحجم. ولم تتأثر الاستعدادت لسباق "فورمولا - 1" العالمية بالاحتجاجات حتى الآن، ومن المتوقع أن يحضر ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد، وهو أيضا نائب رئيس الوزراء، إلى حلبة الصخير ظهرا. وشهدت القرى الشيعية المحيطة بالمنامة، ليلة أمس، مواجهات بين محتجين من المعارضة وقوات الشرطة. وذكر شهود عيان أن شبانا ملثمين قطعوا الطرق بإطارات مشتعلة لكن بدون أن يمنعوا الوصول إلى حلبة الصخير جنوب المنامة. وألقى المحتجون الحجارة وزجاجات المولوتوف باتجاه قوات الأمن الذين فرقوا المتظاهرين بقنابل مسيلة للدموع، كما أضاف هؤلاء الشهود الذين لم يتحدثوا عن سقوط ضحايا. ونزل مئات الشبان إلى شوارع هذه القرى مرددين "سباقكم جريمة"، و"لا لصيغة الدم"، بحسب ما أفاد شهود عيان، وفرقت الشرطة المتظاهرين بالعصي والقنابل المسيلة للدموع. وكانت المعارضة دعت مؤيديها إلى التظاهر بكثافة يوم الجمعة التجارب لسباق الفورمولا للتعبير عن مطالبها. من جهة أخرى، أعلنت السلطات أنها قررت طرد صحفيين من محطة التليفزيون البريطانية "آي تي في" لأنهم لم يلتزموا ب"قوانين وأنظمة المملكة" في تغطية الاضطرابات التي تجري بعيدا عن حلبة الصخير بجنوب المنامة. وقالت متحدثة باسم المحطة إن أعضاء الفريق الخمسة الذين حصلوا على التأشيرات اللازمة للعمل على الأرض كانوا بصدد التصوير عندما اعتقلتهم الشرطة واستجوبتهم قبل أن تطلق سراحهم. وتم استدعاء المراسلين مرة جديدة يوم الجمعة إلى مركز الشرطة قبل إصدار الأمر لهم بمغادرة البلاد تحت طائلة سجنهم. وتشهد البحرين اضطرابات منذ فبراير 2011 حين تم إلغاء الفورمولا-1 ذلك العام. ونظمت المعارضة تظاهرات العام 2012 للمناسبة ذاتها تخللها عنف أودى بأحد الأشخاص، وذلك سعيا لانتهاز فرصة تنظيم السباق للحديث عن مطالبها بإجراء إصلاحات إلا أنها لم تعرقل إجراء السباق. وتطالب المعارضة التقليدية بما فيها الوفاق الشيعية بإصلاحات، وخصوصا إقامة ملكية دستورية، لكن مجموعة "14 فبراير" تدعو إلى إزاحة أسرة آل خليفة التي تحكم البحرين منذ أكثر من 250 عاما.