اهتمام كبير ممزوج بالقلق، يحمله أولياء الأمور على مستقبل أبنائهم، وهم على أعتاب امتحانات نهاية السنة الدراسية، ومع أحداث «العباسية»، تحول هذا القلق إلى خوف عند أسر الطلاب، الذين تقع مدارسهم فى المنطقة التى شهدت الاشتباكات، على سلامة أبنائهم، من تجدد العنف، ومن تأثيره على تركيز الأبناء، أثناء الاستعداد للامتحانات، خاصة مع تكرارها.. وبين حرصهم على مستقبل أبنائهم، وخوفهم عليهم، كان القلق هو السائد بينهم، فى الوقت الذى لم تقلق وزارة التربية والتعليم، وقررت استمرار الامتحانات بالمدارس الواقعة فى محيط العباسية، والوايلى، وهى 26 مدرسة حكومية وخاصة. سعاد مؤمن، أم من سكان العباسية، لديها بنت وولد فى إحدى مدارس المنطقة التى شهدت الأحداث الأخيرة، تتمنى أن يمتحن الأبناء فى أسرع وقت، حتى ينشغلوا ب«المذاكرة»، خوفاً عليهم أن يدفعهم الحماس للنزول للاعتصامات، وإصابة أحدهم بسوء، قائلة: «فى الضرب محدش يعرف البلطجى من ابن الناس». خالد موسى - أحد الآباء- يصر على إنهاء السنة، حتى لا يضيع على أبنائه مجهودهم، ويضيف: «سأذهب مع أولادى للمدرسة وأنتظرهم أمامها وأرجع بهم.. حتى نهاية الامتحانات»، لافتاً إلى أن الدراسة لا يجب أن تتوقف، مهما كانت الظروف، لأنها مستقبل الأبناء. ويوصى أولياء أمور آخرون، بتأجيل الامتحانات؛ لأنهم خائفون على أبنائهم من الذهاب للمدارس، محمد محجوب -صاحب شركة تجارة حديد- يرى أن التأجيل هو الحل؛ لأن المدارس ضغطت المناهج والتعليم ردىء، أما محمد على، مدير مصنع، فقرر أن يمسك العصا من النصف: «بلاش يلغوها.. ممكن يأجلوها لحد ما الدنيا تهدأ شوية». اللواء حسام أبوالمجد، رئيس الإدارة المركزية لأمن وزارة التربية والتعليم، أكد أنهم يتابعون بشكل مستمر مع المديرية وضع المدارس الواقعة فى منطقة العباسية، مشدداً من جديد «إلغاء الامتحانات غير مطروح بالمرة».