1. طواحين الصراع السياسى بين الإخوان وجبهة الإنقاذ لا تنتج دقيقاً أو طعاماً للفقراء.. ولكنها تدمر ما تبقى من مصر المكلومة. 2. كفى تسليطاً للأضواء على الإخوان وجبهة الإنقاذ والصراع بينهما.. وعلينا أن نهتم بالأغلبية الصامتة من الشعب المصرى التى لم يهتم بها أحد، وهى صاحبة القضية الأصلية، خاصة البسطاء والفقراء من هذا الشعب المكلوم.. وما أكثرهم! 3. هناك فرق بين التظاهر أمام السفارات الأجنبية للتعبير عن الرأى بشكل حضارى وبين حصارها.. أما الأول فجائز وأما الثانى فهو بلطجة وتخلف سياسى وحضارى. 4. حرمت الشريعة الإسلامية التعرض للرسل بسوء حتى فى حالة الحرب.. وهم بلغة العصر السفراء والقناصل والدبلوماسيين. 5. حكومة طالبان كانت لها علاقات دبلوماسية بثلاث دول فقط هى السعودية والإمارات وباكستان.. ثم قطعت هذه الدول علاقتها بطالبان بعد 11 سبتمبر.. وأخشى أن يؤدى الحصار المتكرر للسفارات الأجنبية فى مصر إلى تدهور علاقاتنا الخارجية لنصبح مثل طالبان فى علاقاتها بدول العالم. 6. علاقات الجماعات الإسلامية ببعضها تقوم على التوافق الدينى والمذهبى.. أما علاقات الدول ببعضها فتقوم على المصالح.. وأكرر دائماً: فقه الدعوة والجماعة يختلف عن فقه الدولة. 7. جبهة الإنقاذ وبعض الإسلاميين عادة يضيعون الممكن فى طلب المستحيل.. فلا أدركوا هذا ولا ذاك.. كلاهما يريد كل شىء.. ومن أراد كل شىء لم يبقَ له شىء.. وعلى الجميع أن يتعلم من تجربة فلسطين ورفض العرب كل الحلول المتاحة.. بدءاً من قرار التقسيم وحتى الآن.. فالعرب يكررون عادة أخطاءهم.. اقبلوا المتاح من الخير ثم ابنوا عليه. 8. من أخلاق الإسلام أنه لا يحمى المساجد فحسب.. ولكنه يحمى الكنائس ومعابد اليهود وأهل الكتاب فى بلاد المسلمين.. رغم اختلاف الدين والملة.. وذلك لأن الإسلام وضع قاعدة عظيمة فى التعامل معهم وهى «لنا ما لهم وعلينا ما عليهم». 9. الإسلام دين قوى ينفتح على الآخرين ولا يخشى شيئاً من التعامل مع جميع أهل الأديان والمذاهب، والانفتاح عليهم.. يعطيهم النافع من دينه ودنياه ويأخذ منهم الصالح والنافع من دنياهم.. يحسن إليهم ويخالقهم أحسن مخالقة. 10. الإسلام دين ديناميكى يتفاعل مع الآخرين، يأخذ منهم ويعطى.. ويتفاعل مع الحياة تفاعلاً إيجابياً.. وهو دين غض وطرى على مر العصور والدهور.. لأنه يتميز بأمرين: الثبات والمرونة؛ الثبات فى العقائد، والمرونة فى الوسائل والآليات التى تتغير من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان.. وتتغير فيه الفتاوى التى تعتمد على العرف والمصلحة إذا تغير هذا العرف أو هذه المصلحة. 11. الرسول (صلى الله عليه وسلم) أقام علاقات دبلوماسية وخارجية متعددة وكثيفة، فقد أقام علاقات دبلوماسية مع هرقل الروم وكسرى الفرس ونجاشى الحبشة.. وفى عام واحد استقبل 46 وفداً من قبائل العرب التى تعد الآن فى مقام الدول، حتى سمى هذا العام ب«عام الوفود» أو بلغة العصر «عام الدبلوماسية النشطة».. فمتى نعى ذلك جيداً وندرك المغزى العميق لسيرة النبى (صلى الله عليه وسلم) ونحسن ربطها بالواقع المعاصر؟