قال نجيب جبرائيل، الناشط القبطى، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان: إنه تقدم مع عدد من النشطاء الأقباط بخطاب رسمى للفريق عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، يطلب فيه حماية الجيش للأقباط، خصوصاً بعد ضرب الكاتدرائية بالمولوتوف والقنابل. وأضاف فى حوار ل«الوطن» أن الجيش هو الملاذ الآمن الآن لحماية الأقباط من بطش الإخوان، ورفض التصالح الذى جرى فى الخصوص، واصفاً إياه بأنه «لا يقدم ولا يؤخر»، والكنيسة ليست طرفاً فيه. * لماذا لجأتم للجيش لحماية الكنائس بدلاً من اللجوء للرئيس أو الحكومة؟ - تقدمت بخطاب رسمى لوزارة الدفاع، ومعى كل من «ناجى وليم، ورومانى ميشيل، وسامى إبراهيم»، طالبنا فيه الفريق السيسى بتدخل الجيش لحماية الكنائس، وإنزال وحدات لهذا الغرض، عقب أن أثبتت الشرطة فشلها وعجزها بل تواطؤها فى أحيان أخرى، ومن ثم بات الأمر ملحاً بتأمين الكنائس من وحدات الجيش، مثلما حدث من تدخل القوت المسلحة فى مدن القناة، وليس أقل من أن تحمى الكاتدرائية الكبرى فى العباسية التى انهالت عليها القنابل المسيلة للدموع والمولوتوف، وعار أن يجرى الهجوم على أكبر مركز دينى فى الشرق الأوسط، وانتهاك الكنيسة الكاتدرائية فى عهد الرئيس محمد مرسى الإخوانى، فى مشهد لم يحدث حتى فى عهد الاضطهاد الرومانى. * ماذا قلتم فى خطابكم الرسمى للسيسى؟ - قلنا له حرام أن يراق دم أقباط مصر لا لشىء سوى لهويتهم الدينية، نحن شركاء فى هذا الوطن، وبعد الاعتداء المتكرر علينا وعلى كنائسنا والتهميش الممنهج فى عهد الرئيس مرسى لم يبق لنا ملاذ بعد الله سوى جيش مصر الباسل. * هل هناك ضغوط خارجية يسعى إليها الأقباط من أجل التأثير على النظام؟ - نرفض طلب الحماية الدولية، فلسنا من أرباب الحماية الدولية، والكنيسة القبطية كانت على مدى العصور تقود الحركة الوطنية مع الأزهر، ورفضت أى مستعمر تحت أى معنى، لكن الآن العالم تغير، ولا يوجد مانع من الضغط على الحكومة من الخارج، بل حدث الضغط بالفعل من الغرب، بعد أن جمّد الاتحاد الأوروبى 5 مليارات يورو كمساعدات لمصر، وأيضاً عندما لوّح وزراء خارجية دول كثيرة فى الغرب بغضبهم تجاه الرئيس مرسى وطالبوه باحترام حقوق الأقباط وإرساء قواعد الديمقراطية، فبالفعل هناك ضغط سياسى واقتصادى خارجى حدث على الرئيس عقب أحداث الخصوص والكاتدرائية. * لكن الرئيس دافع عن الأقباط وقال مَن اعتدى على قبطى كأنما اعتدى علىّ شخصياً؟ - نحن لا نثق فى هذا الكلام، والحديث المعسول عن حقوق الأقباط، فقد سئمنا هذا الكلام وكرهناه، وآن الأوان أن نرى أفعالاً وليس أقوالاً. * تقول ذلك وهناك تصالح جرى فى الخصوص بين الأقباط والمسلمين لطى هذه الصفحة؟ - الكاتدرائية ليست طرفاً فى هذا التصالح، ونرفض الجلسات العرفية البدوية، فكيف نتصالح والبابا معتكف فى الدير، والجناة لم يقبض عليهم ولم يحاكموا، والكاتدرائية لا يمكن أن تعترف بهذا الصلح، وتعتبره جلسات عرفية لا تقدم ولا تؤخر؟! * كيف ستتعاملون فى الأيام القادمة مع مؤسسة الرئاسة؟ - الرئاسة زادت الطين بلة عندما خرج المتحدث الرئاسى أمس الأول، وقال إن الدكتور عصام الحداد، مستشار الرئيس للعلاقات الخارجية، لم يخطئ عندما حمّل الأقباط مسئولية الأحداث، فى حين أن تصريحاته كانت صريحة، وأؤكد أن مستقبل الأقباط فى مصر بات فى خطر ونخشى على مستقبلنا فى عهد الرئيس مرسى، والدليل أن هناك طلبات يومية للهجرة والنزوح للخارج. * ما الحل الذى يرضى البابا فيما يتعلق بالأحداث الأخيرة؟ - أن يقدم مَن اعتدى على الأقباط وعلى الكاتدرائية للعدالة، وأن يمنح الأقباط حقوقهم بعيداً عن المواطنة المنقوصة. * هل وعدكم وفد الرئاسة من نواب ومساعدين بتلبية هذه المطالب؟ - وفد الرئاسة متخبط، تارة يقول إن تصريح الحداد ضد الكنيسة لا يعبر عن رئيس الجمهورية ولا يعرف الرئيس عنه شيئاً، وأخرى تخرج الرئاسة تقول إن هذا التصريح صدر لكنه خاطئ، وما أريد أن أؤكد عليه هو أن البابا تواضروس فى حزن شديد وفى حالة نفسية سيئة للغاية، خصوصاً أننا مقبلون على أسبوع الآلام، وتزامناً معه يرى كنيسة تضرب بالقنابل والشعب المصرى يئن ويتوجع والرئاسة تتخبط فى تصريحاتها ولا تعتذر، ونحن نرى أن اللجوء للجيش لحماية الأقباط هو الملاذ الآمن من بطش الإخوان فى هذه المرحلة على الأقل، التى يستأثرون فيها بمقاليد الأمور.