اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، سلاح الطيران السوري بقصف المخابز والمستشفيات وأهداف مدنية أخرى، داعية إلى وقف الغارات ضد المدنيين، واصفة إياها بأنها "جرائم ضد الإنسانية". وأكدت أن "الغارات التي أمرت الحكومة السورية بشنها، والتي قتلت مدنيين بشكل عشوائي وبدون تمييز، تندرج على ما يبدو في خطة هجمات متعددة ومنهجية ضد المدنيين والتي نعتبرها جرائم ضد الإنسانية". وأشارت المنظمة، في تقرير لها بعنوان "الموت القادم من السماء"، إلى أن الأشخاص الذين يرتكبون بشكل متعمد انتهاكات جدية لقوانين الحرب، هم مذنبون بارتكاب جرائم حرب، واستنادا إلى تحقيق ميداني أجرته المنظمة في مناطق يسيطر عليها المتمردون في ثلاث محافظات سورية، أكدت "رايتس ووتش" أنباء قصف أربعة مخابز ومستشفيات وأهداف مدنية أخرى. وأكدت "رايتس ووتش"، نقلا عن شبكة ناشطين، أن الغارات الجوية للنظام السوري، قتلت أكثر من 4300 مدني في سوريا منذ يوليو الماضي، وهو تاريخ بدء هجمات الطيران النظامي ضد أهداف مدنية، وأشارت المنظمة إلى استعمال ذخيرة ذات قدرة تدميرية كبيرة، تدمر عدة منازل في هجوم واحد. ونقلت المنظمة الدولية عن مواطن سوري يعيش بمنطقة "أعزاز" في الشمال، قوله إن ما لا يقل عن 12 شخصا من عائلته قُتلوا في غارة واحدة على منزلهم في منتصف أغسطس الماضي، موضحا أنه "دفن 12 شخصا بينهم والده وأمه وأخته وشقيقة زوجته، وغيرهم". وقالت "رايتس ووتش"، إن أحد الأسلحة التي تم استعمالها في الهجوم على "أعزاز"، كان قنبلة انشطارية يصل شعاعها إلى 155 مترا، مشيرة إلى أن الجيش السوري لجأ إلى أنواع أخرى من الأسلحة، مثل القنابل العنقودية والصواريخ البالستية والقنابل الحارقة. ودعت "رايتس ووتش" المجتمع الدولي إلى المساعدة على وضع حد لأعمال العنف التي تحدث في سوريا، وجاء في تقرير المنظمة، أنه "نظرا للأدلة التي تم الحصول عليها، فإن المنظمة تدعو جميع الحكومات والمؤسسات إلى وقف بيع وتزويد الأسلحة والذخائر والمعدات إلى سوريا، حتى توقف الحكومة ارتكاب مثل تلك الجرائم". وبعد أن أقر بأن "الفيتو" الروسي والصيني، عرقلا حتى الآن أي عمل دولي في سوريا، أكد أولي سولفانج، الباحث في قسم الحالات الطارئة بالمنظمة، أن الأمر لا يجوز أن يمنع توسيع الحكومات ضغوطها وجهودها على الحكومة السورية لوقف مثل تلك الانتهاكات، التي تعد "جرائم حرب"، بحسب قوله.