اعتبر السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق، قرار انسحاب المغرب وعدد من الدول من القمة العربية -الإفريقية موقف "غير محسوب سياسيا بطريقة صحيحة"، ويعبر عن مجاملة وقرار عاطفي، وليس موقفا سياسيا وعمليا. وأكد "رخا" أن المغرب حاليا يحاول العودة إلى المنظمة الإفريقية، منذ رسالة الملك محمد السادس للقمة الافريقية الماضية في "كيجالي"، وزيارته إلى إثيوبيا قبل أيام قليلة، مضيفا: "إذا كان من أشاروا على المغرب باتخاذ هذا الموقف للضغط على الاتحاد الإفريقي، فالأفارقة لن يرضيهم هذا الكلام، وهذا يؤثر على صورة العرب لدى الأفارقة ويجعلنا في نظرهم دول ملكية تجامل بعضها"، مؤكدا أن هذا الموقف يؤثر على العلاقات العربية-الإفريقية. وسيطرت حالة من الارتباك على فعاليات القمة العربية-الإفريقية التي استمر الإعداد لها شهور بعد أن انسحبت المملكة المغربية ودول الخليج والأردن والصومال من القمة المعنقدة في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، والتي كانت تمثل تجمعا مناسبا لاستكمال جهود الأمين العام الجديد أحمد أبوالغيط من أجل "لم الشمل العربي" بعد ضعف مشاركة الزعماء العرب في القمة العربية الأخيرة في نواكشوط، وقبل شهور قليلة من انعقاد القمة العربية القادمة في العاصمة الأردنية عمان. ومن شأن القرار الجماعي لدول الخليج والمغرب أن يضع الدول العربية التي أبقت على مشاركتها في حرج، ويفتح الباب أمام توجيه اللوم لها لعدم التضامن مع المغرب، ويمثل وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل الجزائر في الاجتماع، بينما يشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في الاجتماع بعد وصوله مالابو قادما من زيارة مطولة إلى البرتغال. وقالت الخارجية المغربية، إن قرار وفد بلادها بالانسحاب من القمة، جاء بعد "إصرار" منظمة الاتحاد الإفريقي على مشاركة جبهة "البوليساريو" في أشغال القمة، القرار الذي تضامنت معه وفود الإمارات والسعودية والبحرين بالانسحاب أيضا، أفاد بيان لوزارة الخارجية المغربية أن المملكة حرصت، ومعها دول عربية وإفريقية أخرى على توفير جميع وسائل الدعم وجميع الظروف الملائمة لإنجاح القمة العربية الإفريقية الرابعة. ويأتي القرار في ضوء توجه جديد للمغرب نحو استعادة مقعده بالاتحاد الافريقي، الذي ظل شاغرا لعقود منذ انسحابه من المنظمة بعد اعترافها بحكومة الجمهورية الصحراوية "المزعومة".