أحيا الآلاف من أبناء المحلة، والنشطاء السياسيين الذين توافدوا على المدينة العمالية، ليلة أمس، الذكرى الخامسة لانتفاضة 6 أبريل، ونظموا احتفالية كبرى فى ميدان الشون، فيما حاصر المئات مقر حزب الحرية والعدالة وقسم شرطة ثان، وهاجمتهم قوات الشرطة بقنابل الغاز وأعيرة الخرطوش. وشهدت الحديقة الثقافية بساحة ميدان الشون بمدينة المحلة الكبرى، احتفالية كبرى بمشاركة لفيف من الشخصيات السياسية والحركات والقوى الثورية وسط حالة من الاستنفار الأمنى فرضتها الأجهزة الأمنية لتأمين الممتلكات العامة والمؤسسات الحكومية والخاصة بالمدينة. وقال كمال أبوعيطة القيادى العمالى إن حركة شباب «6 أبريل» هى من وحدت مطالب الأمة فى شعار «حد أدنى للأجور»، و«العيش والحرية والعدالة الاجتماعية»، لافتاً إلى أنه مثلما كانت المحلة مسماراً يدق فى نعش الرئيس المخلوع حسنى مبارك وأعوانه، ستكون هى المدينة الباسلة القادرة على إسقاط النظام الحالى. وأضاف أبوعيطة: «نحن جميعاً نقصت أجورنا 50% خلال الشهرين الماضيين بسبب شروط البنك الدولى، الذى يشترط الجوع والبطالة وغلاء الأسعار». وقال الناشط السياسى محمد عواد إن ميليشيات جماعة الإخوان المسلمين لن تردعنا وستدفعنا للاستمرار فى استكمال أهداف الثورة، ولو دفعنا حياتنا ثمناً للحفاظ على الدولة وتحريرها من سطوة الإخوان. وأعلن سليم الهوارى المتحدث الإعلامى لحركة شباب 6 أبريل، تشكيل تحالف ثورى للإسقاط شرعية مرسى، مضيفاً «لا ضرب تجار الدين ولا رصاص داخليتهم هيمنعنا من أننا نستكمل طريق ثورتنا وإحنا ثوار أحرار وهنكمل المشوار». وندد عبدالرحمن الجوهرى منس حركة كفاية بالإسكندرية، بأداء الإخوان والداخلية والنائب العام، لافتاً إلى أن يشتم رائحة الثورة، وأنه يشعر بالعار كون محمد مرسى رئيساً للجمهورية، موجهاً له رسالة قائلاً: «ارحل ارحل زى مبارك..والمحاكمة فى انتظارك، ومش عاوزينك حاكم.. عاوزينك تتحاكم». وشهد المؤتمر هجوماً من عدد من شباب القوى الثورية على النائب السابق حمدى الفخرانى بدعوى حضوره دون أن يقدم له دعوة سعياً لاستغلال المؤتمر فى شو إعلامى ومكاسب سياسية، حسب قولهم. إلى ذلك، حاصر مئات المتظاهرين قسم شرطة ثانى المحلة الكبرى، ورشقوه بالحجارة وزجاجات المولوتوف، فيما ردت قوات الشرطة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والطلقات التحذيرية فى الهواء لتفريق المتظاهرين، وطاردتهم بالسيارات والعربات المصفحة. وأحرق المتظاهرون إطارات الكاوتشوك، وتبادلوا التراشق بالحجارة والمولوتوف، مع قوات الأمن. كما حاصر المئات مقر مبنى أمانة ثان لحزب «الحرية والعدالة»، ورشقوه بالحجارة، ونددوا بسياسات الإخوان المسلمين، وطالبوا برحيل الرئيس محمد مرسى عن الحكم والقصاص للشهداء. وهاجمت قوات الأمن المتظاهرين بقنابل الغاز، ودفعت بسيارتين مدرعتين لتطويق المنطقة، وفرضت سياجاً أمنياً حول مقر الحزب فيما قرع المتظاهرون الطبول، لترد العربات المصفحة بإطلاق صفارات الإنذار أثناء مطاردتها لهم. وأغلق أصحاب المحلات أبوابها خوفاً من تصاعد الاشتباكات وتحطيم محتويات محلاتهم. وقال الدكتور محمد شرشر، وكيل وزارة الصحة بالغربية إن الاشتباكات أسفرت عن إصابة 5 أشخاص بينهم 4 بطلقات خرطوش، فى الرأس والعين، لافتاً إلى أن من بينهم ضابطاً يدعى سامح السرنجاوى بقوات الأمن المركزى مصاب بجرح قطعى بالحاجب الأيمن. من جهته، نفى اللواء حاتم عثمان، مدير أمن الغربية، استخدام قوات الشرطة أى أعيرة نارية فى التعامل مع المتظاهرين، مؤكداً أن القوات تستعمل فقط فى تعاملها مع المتظاهرين القنابل المسيلة للدموع. من جهتها، أعلنت قيادات حزب الحرية والعدالة بالمحلة، عن اتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد من يهاجم مقراتهم. كان المئات من شباب حركة 6 أبريل وحركة «الاشتراكيون الثوريون» قد توافدوا من محافظات الإسكندرية والمنصورة ودمياط والقاهرة للمشاركة فى احتفالات أهالى المحلة بذكرى انتفاضتهم. وشارك المتظاهرون فى مسيرات حاشدة طافت أرجاء المدينة للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل حكم دولة المرشد، حاملين الأكفان، كما أطلقوا الشماريخ والألعاب النارية فى الهواء، مرددين هتافات مناهضة للنظام ومطالبة برحيل الرئيس محمد مرسى.