أكدت مجموعة أبحاث أمريكية أن كوريا الشمالية استأنفت، منذ أكثر من أسبوع، العمل في محطة يونغبيون لإعادة تشغيل المفاعل النووي في هذه المحطة المغلقة منذ عام 2007، ما يدل على أن تهديدها الأخير بإعادة تشغيل المفاعل ليس خدعة. وقال المعهد الأمريكي-الكوري في جامعة جون هوبكينز، إن الصورة التي التقطها القمر الاصطناعي في 27 مارس، أظهرت أعمالًا تجرى قرب مفاعل محطة يونغبيون، التي كانت كوريا الشمالية وافقت على إغلاقها في 2007، بموجب اتفاق دولي دعمته الولاياتالمتحدة. ولكن كوريا الشمالية لم تعلن إلا الثلاثاء الماضي، عن قرارها بإعادة تشغيل المفاعل النووي، في تحدٍ لقرارات الأممالمتحدة، التي تحظر عليها أي نشاط نووي؛ ليضاف هذا الإجراء إلى سلسلة خطوات تصعيدية بلغت ذروتها، اليوم الخميس، بتهديد كوري شمالي مباشر للولايات المتحدة بتوجيه ضربة نووية إليها. وبحسب الخبراء الأمريكيين الذين تفحصوا هذه الصورة، فإن أعمال الإنشاءات التي تجرى على طول الطريق، وتقع قرب المحطة، بالإضافة إلى إنشاءات أخرى تجرى خلف مبنى المفاعل نفسه، ما يشير إلى أن الكوريين الشماليين يعملون على ما يبدو على إعادة تشغيل أجهزة التبريد اللازمة للمفاعل. والانشاءات الجارية قد تكون على الأرجح منظومة تبريد يتم وصلها بالمفاعل، ومن دونها لا يمكن تشغيله، وبناء هذه المنظومة لا بد منه؛ لأن برج التبريد التابع للمفاعل دمرته بيونغ يانغ في 2008، في خطوة أرادت يومها من ورائها أن تؤكد لإدارة جورج بوش صدق نواياها بنزع قدراتها النووية. ومنذ قيام بيونغ يانغ في ديسمبر بتجربة إطلاق صاروخ، اعتبرتها الأسرة الدولية تجربة لصاروخ بالستي تلتها تجربة نووية ثالثة ناجحة في فبراير، وكوريا الشمالية تصعد لهجتها وتحديها متجاهلة الإنذارات المتكررة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وبعد إعلان مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، سارعت الاخيرة إلى إعلان إلغاء العمل بالهدنة الموقعة مع سيول، قبل أن تعلن أنها "في حالة حرب" مع الجنوب، وذلك بعد 60 عامًا على انتهاء الحرب في شبه الجزيرة الكورية. واعلنت كوريا الشمالية، الثلاثاء "إعادة تأهيل وتشغيل" كل المنشآت في مجمع يونغبيون النووي، ومن بينها موقع لتخصيب اليورانيوم، ومفاعل بقوة خمسة ميجاواط. وكان المفاعل المصدر الوحيد لإنتاج البلوتونيوم لبرنامج بيونغ يانغ للأسلحة النووية، ومن المرجح أن مخزون البلاد المتبقي من البلوتونيوم يكفي لصناعة أربع أو ثمان قنابل. و بلغ التصعيد أشده، الخميس، بإعلان الجيش الكوري الشمالي أنه حصل على موافقة لشن عمليات عسكرية ضد الولاياتالمتحدة تشمل إمكانية استخدام الأسلحة النووية المتطورة.