قال الكاتب محمد حسنين هيكل إن أعضاء جماعة الإخوان أنفسهم لم يتخيلوا الدكتور محمد مرسي في موقع رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن مرسي كان موجودا قبل ثورة 1952 واستفاد من مجانية التعليم. وأجاب هيكل عن سؤال الإعلامية لميس الحديدي "من هو مرسي"، خلال برنامج "مصر أين؟ ومصر إلى أين"، بقوله "أنتِ تسألين الشخص الخطأ لكن من الممكن أن تسألي أحد أعضاء الإخوان، هم في البداية لم يتوقعوه في هذا الموقع". وأضاف "البعض يرى الرئيس مرسي أستاذا جامعيا وأستاذا للعلوم، لذا يرى بلده بمنطق البحث، والبعض وقف أمام استشهاده بما قاله أبوبكر الصديق (رضى الله عنه) عندما قال "أطيعوني ما أطعت الله فيكم"، وقال البعض إنه ليس رجل أفكار والإنسانيات بعيدة عن مجاله، لكنني شعرت أنه رجل إنسانيات وذلك تجلى في إحدى المرات عندما ذكرت بيت شعر وأكمله". وواصل هيكل وصفه لمرسي قائلا "نحن أمام رجل موجود قبل ثورة 1952، استفاد من مجانية التعليم ورشح لبعثة حتى سن 25 سنة والطبيعي أن يكون متأثرا بالمناخ العام لمصر. مرسي استفاد من الستينات أيضا، على سبيل المثال طه حسين استطاع أن يوفق بين الثقافة الغربية والأزهر الشريف، الشيخ محمد عبده أيضا، لكن هذا الرجل شبابه الفاعل فيه في ناحية وقناعاته في ناحية أخرى". وأكمل حديثه "كنت أتحدث مع رئيس جمهورية تركيا عصمت إينونو، رفيق كمال أتاتورك، وسألني لماذا يكتبون اللغة التركية باللاتينية؟ فأجاب أتاتورك: نحن نتجه إلى أوروبا ونريد أن نعرف الحروف اللاتينية حيث إن الإسلام في قلب تركيا لكنني أريد الإسلام يأتي لي بالقرآن ثم نترجمه. أتصور أنه لا بد أن يحدث تناقض بين شباب الرئيس وصباه وبين ما اقتنع به فيما بعد وأوصله إلى جميع المراكز". واستطرد الكاتب الكبير "بعض الإخوان يشعرون أنهم في بلاد الكفر، فيحصنون أنفسهم في مجتمع مغلق ولم يروا أحدا، لكن الرئيس مرسي بدا لي أنه لم يكن منتميا لهذه الفئة، وفي بعض المرات يعبر عن نفسه باللغة الإنجليزية، قد نختلف معه في اللغة ومخارج الحروف". ثم قال "مناقشات مختلفة حول الوحدة الإسلامية وليس بيننا وبين العالم الإسلامي ابتداء من إندونيسيا ولا يوجد رابط أمني أو لغوي أو ثقافي، فالرجل ذهب قمة عربية، أعتقد أن هناك التباسا بين ما هو استراتيجي ووطني وقومي وبين ما هو تصوره في المطلق عن الخلافة الإسلامية، وهى قضية مهمة (الإسلام في قلبي، ولكن تحديات العصر تفرض عليه شيئا آخر)، وهناك تناقض آخر إنه رجل عاش داخل جماعة الإخوان وتوصيف إسرائيل هي العدو، والآن أصبحت الشيعة هي العدو الأول". وأضاف هيكل ردا على سؤال بشأن أننا الآن نوقع على اتفاقيات وتكون مصر هي الضامن، بقوله "أعلم أن هناك مشكلة أولويات، وأن هناك قيودا تفرض عليك، وأنا أوافق على جميع الاستثمارات، فلا أحد يتحدث ويقول إننا نذهب ونجري ضمانا لفلسطين نساندهم وأننا لا نستطيع أن نخطو إليهم عن طريق سيناء، فالأفكار والخطط لا بد أن تسير على الأرض فلا يوجد سياسات في الهواء، ونريد أن نوفق بين الفلسطينيين، فما هو جوهر استخدام القوة أو النفوذ أو الهيبة في أي سياسة، ففي الدرجة الأولى، السياسة هي هيبة قبل أن تكون ممارسة على أرض الواقع وقبل أن يكون هناك حرب أو قتل، فعند الحديث عن حصار الفلسطينيين لا بد أن يكون لديك هيبة وبدائل للتدخل ومعاقبة الأطراف التي لا تسمع أو لا تقبل على الأقل بالهيبة المعنوية، وإن لم يتوافر ذلك فماذا نفعل؟". وأتبع هيكل "أعلم أن الرئيس لديه قراءات عديدة ولكن عليه أن يعيد قراءاته مرة أخرى ويراجعها. لا بد من العودة إلى مصدرين أولاً، يعيد قراءة مقدمة ابن خلدون مرة أخرى، وثانياً تفسير الشيخ محمد عبده كما حققها الدكتور عمارة على الأقل فهو تحقيق ممتاز، حيث تحدث الشيخ عبده عن الشيطان وقال إنه كناية عن الغريزة، بينما الملاك كناية عن الخير والعقل، أشعر بالقلق عندما يمكن أن نضر بالإسلام في هذه اللحظة". وأوضح "اتصل بي المستشار أحمد مكي بعد أن تولى وزارة العدل، وقال لي متى سنستكمل الحديث عن الإسلام والحضارة، فالإسلام هو آخر الرسالات ولكن مسيرة الحضارة مستمرة وعلى المسلمين إدراك ذلك. أتمنى أن يتفرغ المستشار مكي حيث إن تجربة الوزارة أرهقته كثيرا وأتمنى أن يخرج من الوزارة ويكتب". الأخبار المتعلقة: هيكل: جزء من لهجة مرسي "الحازمة" في "القمة" موجه للإخوان.. و"الجماعة" تمر ب"صدمة" هيكل: لست رجل كل العصور.. ومن العيب اعتقاد أنني أريد وساطة لأكون مستشارا لمرسي هيكل: ليس المهم أن تبقى المعارضة السورية في القمة العربية.. الأهم أن تبقى سوريا هيكل لمرسي: تحتاج إلى إجازة.. ويجب ألا تصدر عنك قرارات وأنت غاضب